عمان ـ بترا
على خاصرة الزمن تتمدد بهضابها، وحفرت اوديتها لوحة بديعة نقشت فوق الكون صورة جمالية، وسكبت السواعد الاردنية في اعماقها السحر والفخر بتذليل جبالها ووهادها.
انها بلدة كفر خل ذات العبارة السريانية، والتي تعني “قرية العنب”، وتقع شمال محافظة جرش، على درجة عرض 32 شمالاً، وخط طول 35 شرقاً، وإلى الغرب من الطريق الدولي العام الواصل مابين عمان وإربد وعلى يسار الكيلو 13 شمال مدينة جرش بعمق 5كم إلى الغرب.
خرّجت مدارسها وبيوت العلم فيها منذ بداية العصر، رجالا عرفوا بولائهم وانتمائهم لهذا الوطن الغالي وحرثوا الارض وعمروا الجبال وغرسوا في قلب ارضها الحياة، وتعانقت جباههم الشماء بكل كبرياء مع قمم جبالها الثلاثة: السناد وجبل العاهد والجبل الغربي، والتي اقسمت ان تحرس ابناءها منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا.
وتتمتع مساحة كفر خل التي تبلغ 25 الف دونم، بجمال تنوع تضاريسه، وتعكس صور الطبيعة الساحرة التي هجرها الجفاف واستوطنتها الاشجار الحرجية والمثمرة، واشجار القيقب والملول والسنديان والصنوبر واللزاب، وتفوح من جنباتها روائح الزعتر والطيون.
كفر خل التي عرفت ببلدة العنب وخله، وبتمنعها على جميع الغزاة عبر العصور، تعيش فيها العقبان والصقور والسوّد والهدهد.
العميد المتقاعد موسى بني احمد ويدعو الجهات المختصة بضرورة الاهتمام ببلدة كفر خل التي لا تزال غائبة عن الخارطة السياحية رغم جمالها وتضاريسها التي تضاهي اجمل الدول الغربية.
ولا تزال بلدة كفر خل تشكل وجهة للباحثين والدارسين ما دعا كلية الزراعة بجامعة العلوم والتكنولوجيا لانشاء مركز ابحاث فيها وتؤسس محمية الامير حمزة الطبيعية للدراسات والابحاث البيئية.
وعند دخولك الى كفر خل تستوقفك يافطة ترحيبية تقول: “يا زائر كفر خل توقف لدينا الحياة ومنك الامل” حيث تشكل هذه العبارة التي رفعها شباب البلدة، استراتيجية وطنية تدعو الى المحافظة على البيئة حتى تبقى الطبيعية تمنح زائريها الجمال والهدوء والراحة والاستجمام .
ويقول الاستاذ احمد نهار محاسنة ان مبادرة شباب كفر خل التي اطلقت مؤخرا تدعو الى لفت انظار المسؤولين الى الاهتمام والعناية بهذه البلدة التي لا تزال تقف بشموخ تنتظر زائريها من ابناء هذا الوطن لتحتضنهم بحنان جبالها وهضابها وسهولها وبسحر طبيعيتها.