الزرقاء -العرب اليوم
نظم حزب المؤتمر الوطني مساء أمس في غرفة تجارة الزرقاء جلسة حوارية حول أهمية الدولة المدنية، وسط حضور جمع من ممثلي الأحزاب والناشطين والمهتمين.
وقال أمين عام الحزب الدكتور ارحيل الغرايبة ان الدولة المدنية تعني الخضوع للدستور وسيادة القانون وتطبيقه بعدالة في جميع مجالات الحياة بالاستناد الى منظومة تشريعية حاضنة لا يفرضها طرف على آخر وتحفظ حقوق الجميع، موضحا انه يتعين على القوى السياسية والأحزاب الفاعلة التركيز على الصيغة التي تجمع ولا تفرق ونبذ الخلافات.
وبين ان الدولة المدنية ليست ضد الدين ولا لفرض الدين، بل هي افراز للشعب بما يمثله من مخزون ومنظومة قيمية وتراث وحضارة، مشيرا الى اننا لا نستطيع تجاهل ما يحدث في الاقليم من فوضى ونزاعات، اذ يتعين بحث القضايا المهمة التي ننطلق من خلالها الى المستقبل.
وأضاف ان احتلال العراق كان بداية لاعادة تشكيل المنطقة وفق المخططات الغربية، حيث ان شبح التقسيم والتجزئة ما يزال ماثلا حتى هذه اللحظة، لافتا الى انه تم تدمير سوريا وتمزيقها وهي بحاجة الى عشرات السنين لاعادة بنائها.
وتساءل عن الدوافع التي جعلت العربي يستسهل قتل العربي، مبينا ان ما يجري بعيد عن النزاع الطائفي أو المذهبي، حيث ان الحالة الليبية أبلغ دليل على ذلك، فالشعب الليبي من أتباع المذهب السني، ومع ذلك نرى الاقتتال والنزاع يلف الدولة الليبية .
وأرجع السبب فيما يجري بالمنطقة الى عوامل رئيسية أهمها المخططات الخارجية الغربية التى ترى بالمنطقة العربية منطقة نفوذ وبالتالي يؤدي تداخل المصالح الى النزاعات، وكذلك الشعوب العربية، بما فيها من قوى سياسية وأحزاب ومرجعيات ورموز وطنية ، التي تتحمل جزءا كبيرا مما يجري .
من جهته، تحدث الباحث أحمد الزيود عن الأبعاد التنموية للدولة المدنية، لافتا الى ان الشباب هم نواة التغيير والذين يعول عليهم في احداث النهضة والتقدم، اضافة الى اننا نعاني من مشاكل اقتصادية عميقة.
وأشار الى ان عدم الثبات في القوانين والسياسات الضريبية وعدم انتظام المسار الاصلاحي للاقتصاد يؤدي الى تضاعف المديونية، حيث ان النظام المدني قادر على افراز سياسات اصلاحية قادرة على تصحيح الاقتصاد وخفض المديونية .