منظمة الأمم المتحدة

فاز الأردن بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، حيث حصل على أعلى الأصوات ضمن مجموعته الانتخابية، وذلك خلال الانتخابات التي جرت في الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو، المنعقدة أعماله حاليًا في باريس.

وهنأ وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، بحصول المملكة على مقعد في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، قائلًا في تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، وعلى حسابه الخاص على "تويتر": "المملكة أصبحت عضوًا في المجلس التنفيذي اليونسكو".

وتقدم الوزير الصفدي بالشكر إلى الدول الشقيقة والصديقة لدعمها، وشكر أيضًا زملاءه في وزارة الخارجية لجهودهم الطيبة وكذلك وزراء ساندوا الأردن في الوصول إلى هذا الموقع، وقال مختتمًا تغريدته "سيبقى الأردن صوتًا للعقل والسلام".

من جانبه، قال السفير الأردني لدى باريس والمندوب الدائم للأردن لدى اليونسكو، مكرم القيسي، في تصريحات صحافية عقب إعلان نتيجة التصويت، إن فوز الأردن بهذا الموقع يعكس التقدير الكبير والاحترام الذي يحظى به الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وعبر عن تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب الأردن وساندته للحصول على هذا المقعد.

وأضاف القيسي أن العضوية في هذا المجلس ستساهم في استمرار الأردن بالقيام بدوره الفاعل على الساحة الدولية في المسائل ذات الصلة بولاية منظمة اليونسكو وأنشطتها المستهدفة حماية التراث وإيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة، وإلى التوصل إلى وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة، تضمن احترام حقوق الإنسان، والتخفيف من حدة الفقر من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات.

وعلى المستوى الوطني، قال القيسي إن عضوية الأردن في المجلس التنفيذي ستساعد في تسهيل حصوله على الدعم اللازم من المنظمة للمضي قدمًا في تسجيل عدد من المواقع الأثرية والتراثية الأردنية على لائحة التراث العالمي، وخصوصًا في ضوء السعي إلى تسجيل مجموعة من المباني في مدينة السلط التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي ولتكون بذلك الموقع الأردني السادس الذي يسجل على هذه اللائحة.

وأضاف القيسي، بأنه سيتم العمل على الاستفادة من خبرات المنظمة في مجال حماية التراث الثقافي غير المادي، ولا سيما بأن الأردن إحدى الدول الموقعة على اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، وبما يعزز دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي الأردني مثل الأهازيج والشعر ومراسم الزواج والإرث الغذائي.

وأوضح القيسي، أن هذه العضوية ستساهم في دعم برامج اليونسكو في الأردن وخصوصا تلك المتصلة بالتعليم ومحو الأمية وتدريب المعلمين والتعليم المهني ودعم البحث العلمي عبر عدد من المشاريع، أبرزها مشروع المسارع سيزامي، والذي افتتح رسميًا تحت الرعاية الملكية وبالشراكة مع اليونسكو في 16 أيار/مايو 2017.

وشدد القيسي على أن الأردن سيستمر في دعم عمل اليونسكو والقرارت الصادرة عن مجلسها التنفيذي والهادفة إلى الحفاظ على تراث البلدة القديمة للقدس وأسوارها، وفقًا لمسؤولياتها ونطاق اختصاصها، وخصوصًا بأن قيام اليونسكو بإدراج "مدينة القدس القديمة وأسوارها" على "قائمة التراث العالمي" في عام 1981، وعلى "قائمة التراث العالمي المُعرض للخطر" في عام 1982، جاء بناءً على طلب الأردن، بغية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة قبل الإحتلال الإسرائيلي في عام 1967.

وأعاد القيسي التأكيد بأن مدينة القدس الشريف تشكل أولوية للملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، مبينًا أن هذه العضوية تمثل استمرارًا للدور الهام الذي لعبه الأردن في تعزيز التعاون الدولي في محاربة تدمير وسرقة التراث الثقافي، وتبني إجراءات حازمة لمحاربة السرقة غير المشروعة للقطع الأثرية والثقافية عبر تبني مجلس الأمن قراره رقم 2199 أثناء العضوية غير الدائمة للأردن في مجلس الأمن.

وتابع القيسي، بأن الأردن سيسهم في إثراء الحوار العالمي بشأن دعم وتمكين الشباب وإيجاد منصات جديدة لتنفيذ مبادرات الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد، الخاصة بالشباب، والتي أفضت إلى تبني مجلس الأمن قراره التاريخي رقم 2250 بشأن الشباب والسلام والأمن خلال الجلسة التي ترأسها.

ويشار في هذا المقام، إلى أن اليونسكو ينبثق عنها هيئتان رئيسيتان هما المؤتمر العام والمجلس التنفيذي، ويتألف المؤتمر العام من ممثلي الدول الأعضاء، وتُعقد دوراته مرة كل عامين ويحدد خطوط سياسة المنظمة والنهج العام الذي تسلكه، وينتخب أعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 58 عضوًا، فيما يعتبر المجلس التنفيذي بمثابة مجلس إدارة لليونسكو، فهو يحضّر أعمال المؤتمر العام ويسهر على حسن تنفيذ قراراته، وتُستمد مهامه ومسؤولياته بصورة رئيسية من الميثاق التأسيسي للمنظمة ومن النظم والتوجيهات التي يصدرها المؤتمر العام.