نيويورك ـ بترا
أكد سمو الأمير زيد بن رعد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أهمية العمل لتعزيز محاربة ما تواجهه الشعوب الأصلية من التمييز والتهميش والاستيلاء على الأراضي في كل مناطق العالم.
وقال سموه في خطاب القاه في المؤتمر الأول حول الشعوب الأصلية اليوم الاثنين "نحن هنا للاحتفال بالمساهمات التي قدمتها الشعوب الأصلية لمجتمعاتنا والتقدم الذي حققناه تجاه الإقرار الكامل بحقوقها واحترام تلك الحقوق، بما في ذلك من خلال تطبيق إعلان الأمم المتحدة لحقوق الشعوب الأصلية مضيفا ان على الدول ان تتعهد بالقيام بعمل أقوى لسد فجوات التطبيق التي مازالت تقوض تأثير الإعلان وغيره من معايير حقوق الإنسان".
وأضاف سموه، ان المؤتمر الدولي يمكن أن يصبح معلما مهما في السعي لضمان الاحترام الكامل لحقوقهم مشجعا المشاركين في المؤتمر على وضع أهداف واضحة وتجديد الالتزام لدفع هذا المسعى إلى الأمام.
وافتتح المؤتمر، الذي يستمر لمدة يومين، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، سام كوتيسا الذي أشار في كلمة الافتتاح الى أن هناك العديد من الإعلانات والالتزامات والسياسات والإجراءات التشريعية لتحسين ظروف السكان الأصليين على المستوى الوطني.
وقال كوتيسا ان هناك هوة عميقة بين هذه الالتزامات والواقع مطالبا على ضرورة أن يشمل المؤتمر العالمي نقطة تحول لترجمة الإعلان إلى إجراءات ملموسة عبر وثيقته الختامية.
واضاف أن الوثيقة الختامية التي سيعتمدها المؤتمر تشكل اتفاقا آخر بين الشعوب الأصلية والدول الأعضاء التي تبني على الإعلان "مضيفا انها وضعت بعناية، وتضم العديد من الالتزامات الموجهة نحو معالجة الثغرات في تنفيذ الإعلان".
ومن بين الالتزامات التي تشملها الوثيقة خطة عمل على نطاق المنظومة لضمان الاتساق في الجهود المختلفة نحو تحقيق أحكام الإعلان، فضلا عن الدعوة إلى تعزيز مشاركة الشعوب الأصلية والمؤسسات الممثلة لها في الأمم المتحدة".
كما القى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون كلمة في المؤتمر أكد فيها تعهده بمعالجة الإقصاء والتهميش الذي يواجهه العديد من الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم، معربا عن شعوره بالفخر لأن الجمعية العامة اعتمدت إعلان حقوق الشعوب الأصلية خلال السنة الأولى التي تولى فيها منصبه.
ورحب بالوثيقة الختامية للمؤتمر التي تطلب منه أن يطور مقترحات ملموسة لتمكين الشعوب الأصلية ومؤسساتها من المشاركة بشكل مباشر في أنشطة الأمم المتحدة مضيفا ان "هذا أمر بالغ الأهمية للمجتمعات الأصلية - ولعالمنا".
وقال انه سيتشاور مع بقية منظومة الأمم المتحدة بشأن العمل القادم، من أجل العمل بشكل وثيق مع ممثل الشعوب والدول الأعضاء.
ويشارك بالاجتماع آلاف من الوفود الذين يمثلون الشعوب الأصلية التي تمثل تنوعا رائعا حيث يوجد أكثر من خمسة آلاف من المجموعات المتميزة من نحو تسعين بلدا، يشكلون أكثر من خمسة بالمائة من سكان العالم ويتراوح عددهم نحو 400 مليون شخص.
وتتميز تلك الشعوب بصلتها القوية مع الأراضي التقليدية متمثلة بنظمها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخاصة بها، فضلا عن لغاتها الفريدة وثقافاتها ومعتقداتها.