السلط ـ بترا
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، امس جموع المصلين أداء صلاة الجمعة في مسجد مقام النبي أيوب عليه السلام، الذي افتتحه جلالته بمنطقة بطنا في محافظة البلقاء، ضمن مشاريع اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء.
واستمع جلالته والمصلون إلى خطبة صلاة الجمعة، التي تحدث فيها قاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية سماحة الدكتور أحمد هليل، عن فضائل ومعاني الصبر، التي استعان بها نبي الله ايوب عليه السلام، على البلاء الذي امتحنه الله به في جسده وأهله وماله، وكان من الراضين والشاكرين والذاكرين.
وثمـّن الدكتور هليل اهتمام جلالة الملك بمقامات وأضرحة الأنبياء والصحابة والشهداء في مختلف مناطق المملكة، والذي يأتي اليوم افتتاح هذا المسجد، ضمن الرعاية الهاشمية المتواصلة لهذه الأماكن الدينية والتاريخية.
وأشاد، في هذا الإطار، بإهتمام جلالة الملك بالمقدسات الإسلامية في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وتوجيه جلالته بتقديم الرعاية والدعم من خلال صندوق القدس، الذي كان جلالته قد أوعز بإنشائه لهذه الغاية.
وكان جلالته أزاح الستارة عن اللوحة التذكارية للمسجد، الذي يقع ضمن مقام النبي أيوب عليه السلام في المنطقة التي أطلق عليها اسم خربة أيوب، وبمساحة إجمالية للبناء بلغت 2700 متر، وعلى أرض مساحتها نحو 5 دونمات.
ويتكون المسجد من مصلى رئيس للرجال وآخر للنساء، إضافة إلى الساحات الخارجية والحدائق وسكن الإمام والخدمات الاخرى، فيما يبلغ ارتفاع مئذنته 20 متراً، كما ويضم فنائه عدداً من شجرات البلوط التي تزيد أعمارها عن مئات الأعوام، وتشكل جزءاً من تاريخ المكان وأهميته الأثرية.
ويوجد بجانب المسجد تله ترابية تحتوي على معالم أثرية قديمة، وهي عبارة عن المسكن الذي كان يسكنه نبي الله ايوب (عليه السلام)، وهي ما ستعمل دائرة الأثار العامة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على ترميمها قريباً.
واستمع جلالته إلى شرح مفصل قدمه وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، نائب رئيس اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء، الدكتور هايل عبد الحفيظ داود، حول الأهمية الدينية والتاريخية لمقام النبي أيوب عليه السلام، والمراحل التي تم فيها إنشاء المسجد، والخطط المستقبلة للاهتمام بالمقام، ليشكل إلى جانب مقامات الأنبياء وأضرحة الصحابة والشهداء في المملكة، إضافة نوعية للأماكن الدينية والتاريخية التي يحظى بها الأردن.
وأدى الصلاة سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، وسمو الأمير رعد بن زيد، كبير الأمناء، رئيس اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومحافظ البلقاء، وعدد من كبار المسؤولين في المحافظة.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية إن إعمار هذا المسجد يأتي ضمن اهتمام ورعاية الهاشميين لهذه الأماكن الدينية، التي تحتضنها أرض الأردن.
وبيـّن أن اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء تعمل بشكل متواصل على تنفيذ التوجيه الملكي بالاهتمام بهذه الأماكن وإعمارها ورعايتها، مشيراً إلى أن الأردن يضم عشرات المقامات والأضرحة، التي تؤكد الأهمية الدينية والتاريخية لهذه الأرض المباركة.
يشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ توليه سلطاته الدستورية، قد حرص على الاهتمام بمقامات الأنبياء والصحابة والشهداء، وأصدر توجيهات للجنة الملكية المعنية بذلك، لإجراء أعمال الترميم والصيانة وإعادة الإعمار لهذه المقامات والأضرحة التي تشكل إرثاً أردنيا يؤكد دور الأرض الأردنية في صياغة تاريخ الأمة.
وقد شمل جلالته برعايته السامية افتتاح عدد من المقامات التي تتوزع في مختلف مناطق المملكة، وضمت مقامات أنبياء وأضرحة صحابة إلى جانب موقع أهل الكهف، والتي تمت جميعها ضمن خطة عملية شاملة وضعتها اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الأنبياء والصحابة والشهداء، بهدف حمايتها والحفاظ عليها.