أعيد إصدار كتاب "في سبيل حوار الحضارات" للكاتب الفرنسي الراحل روجيه جارودي وترجمه الدكتور عادل العوا ضمن سلسلة إنسانيات بمكتبة الأسرة التى تصدرها الهيئة العامة للكتاب في 297 صفحة من القطع الصغير. ويرجو جارودي في مقدمة الكتاب أن يسهم في توسيع الحوار وتعميقه والاستعاضة عن هيمنة الغرب الثقافية المفروضة خلال أربعة قرون من الاستعمار بتجربة سيمفونية هي تجربة الثقافة العالمية الشاملة. يقع الكتاب في مدخل وخمسة فصول، ويقول المؤلف، الذي أشهر إسلامه قبل وفاته بسنوات عديدة، إنه بدأ الاهتمام بالإسلام في أربعينات القرن الماضي في الجزائر، ثم في تونس، بدراسة نشرت سنة 1945 بعنوان "إسهام الحضارة العربية التاريخى في الحضارة العالمية"، وقد ترجم هذا النص آنذاك إلى اللغة العربية ونشره ضباط مصريون وطنيون وقد شعر بفرح غامر عندما تشرف بمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر وقدم له نسخة من الكتاب وقد دعي عندئذ لالقاء سلسلة من المحاضرات في القاهرة عن الاشتراكية والإسلام . وأشار إلى أنه تعلم أشياء كثيرة من مناقشة الأفكار مع الرئيس ناصر ومع شيوخ الأزهر. وقد سنحت الفرصة له بوصفه أستاذ علم الجمال في الجامعة بأن يعين طلابه على فهم الفن الاسلامي وقد سعد بأن رأى عددا من المساجد الجميلة بالجزائر والمساجد العملاقة في اسطنبول. وبين روجيه جارودى فى تقديمه للكتاب أنه من أسمى الصور التى وعاها عبر أسفاره في مختلف أرجاء العالم، تلك الصور المضمخة بعبق الروحانية، مثل صور مساجد أحمد بن طولون والأزهر، ومسجد بيبي خاتون في سمرقند الذي أراد تيمورلنك أن يجعله أعظم معابد الدنيا ، ومئذنة سامراء الملوية في العراق والمسجد الجامع ومسجد عباس في أصفهان. ويقول جارودي إن كل الفنون في البلاد الاسلامية تؤدي إلى المسجد، والمسجد إلى الصلاة ولا مندوحة له من أن يشهد بتجربته الشخصية ذلك أنه انطلاقا من تأمل فنون الاسلام ومساجده انما شرع يفهم عظمة العقيدة الاسلامية. ويرجو جارودي في مقدمته أن يسهم الكتاب في توسيع الحوار وتعميقه والاستعاضة عن هيمنة الغرب الثقافية المفروضة خلال أربعة قرون من الاستعمار بتجربة الثقافة العالمية الشاملة.