أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن القائمة الطويلة لفرع الآداب للدورة الثامنة 2013–2014 التي تضم احد عشر عملا إبداعيا في مجالي الشعر والسرد . وكانت الترشيحات التي تقدمت لهذا الفرع في الدورة الحالية بلغت 344 مشاركة , وتأتي رواية غريب النهر للروائي الاردني جمال ناجي من بين تلك الاعمال التي أدرجت في القائمة . تعد رواية غريب النهر الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت العام 2012 علامة فارقة في مسار الأدبيات التي تناولت القضية الفلسطينية في علاقتها العضوية بمحيطها العربي ، سيما وأنها تتوج شوط ناجي مع الكتابة الروائية ، الذي بلغ خمسة وثلاثين عاماً حتى الآن , اذ بدأ مع الرواية منذ بداياته الأدبية في العام 1977 ، وتعد روايته البكر ( الطريق إلى بلحارث ) الصادرة 1982 ، أول رواية تصدر في الأردن خلال ثمانينيات القرن العشرين . أبطال رواية غريب النهر , أفراد من عائلة يعود أصلها إلى قرية على الساحل الفلسطيني ، يعانون من ضياع الوطن وتشرد العائلة الواحدة , وتتجلى أهميتها في أربعة أبعاد هي : السياسي الذي تمخض عن موقف أنضجته تجارب الحياة وأحداثها , فتبلور على شكل خلاصة تعيد الصراع العربي الإسرائيلي إلى بداياته , والفني , اذ انه في هذه الرواية تجاوز الكثير من التقنيات التقليدية والمحدثة ، وأبدع تقنية جديدة تقوم على ترحيل الأزمان ثم مزجها وإعادة ربطها بالأحداث بأسلوب أخاذ يسمح للقارىء بالتنقل اليسير بين هذه الأزمان . وفي البعد التاريخي نرى ناجي لم يوثق التاريخ ولم يقدمه على شكل قصاصات أو مقاطع ، إنما قام بتوظيفه دون الإخلال بمساره الزمني ، بحيث تحول التاريخ إلى شريك فني في الرواية , وفيما يتعلق بالبعد اللغوي ، فاللغة في الرواية سلسة مبسطة من النوع السهل الممتنع ، كما أن الألفاظ والعبارات تبدو فيها مسددة نحو غاياتها بدقة تثير الإعجاب ، وبحيث يشعر القارىء أن لكل عبارة وظيفتها يصعب الاستغناء عنها , كما أن الرواية تخلو من الزوائد اللفظية والتعبيرية والاسترسالات التي تشتت الأحداث .