الشاعرة فضيلة الموسوي

توجهنا لها بالسؤال عن سيرة التجربة الشعرية ، وسبب تأخر الشاعرة في اصدار ديوانها كل هذا الوقت، رغم كثرة النصوص التي نشرت لها في الصحافة المحلية ولفتت أنظار الكثيرين في الوسط الأدبي و الثقافي، فأجابت بأن " الشعر عندي أن يتأخر أفضل من ألا يأتي..

مضيفة بأنها قد بدأت كتابة الشعر مطلع الألفية ونشرت قصائدها في جميع الصحف المحلية، وبعض المواقع الالكترونية مثل "جهة الشعر"، كانت كتابات متقطعة يتخللها بعض القصص القصيرة.

 اشتركت مع الفنان الفوتوغرافي نزار الحداد- تقول الشاعرة فضيلة -  في تجربة مشتركة في معرض "إيقاع الشعوب" في 2007. الكثير اقترح عليّ تجميع قصائدي المنشورة في الصحافة ذلك الوقت، كنت ضد هذا الطرح، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الكتابة جعلتني لا استجيب لهذا الاقتراح، وجدته استسهالًا مربكًا وتغاضيت عنه.

أنا امرأة من نوستالجيا، شكَّل بيت الطفولة الذي تربيت فيه ذاكرة حيّة، نابضة بكل المتناقضات وهي أجملهم على الإطلاق في وجداني، خصوصًا وأنني عشت في أسرة كبيرة زاخرة بالعلم والعطاء فارتأيت أن أقدم البيت، أمي.. أبي ..إخوتي.. أجدادي.. وكل والأرواح الجميلة التي أضحت منطقة شعرية زاخرة استدعيتها في الكثير من القصائد المنشورة وغير المنشورة.

كان الديوان يتشكل في ذاكرتي وعلى الورق، وكنت بحذر أكتب وأخطط وأعيد الكتابة وأعيد التخطيط، أحذف، أمزق، واكتب، حيث وضعت خطة للعمل واجتهدت فيها طيلة سنة كاملة بدأت من منتصف 2014 إلى صيف 2015 كنت اكتب الديوان على مهل .. كانت النصوص تنزل ببطء شديد كحبات الرمل في الساعة الرملية، فتبعت هذه السجية التي أخذتني إلى أشكال عدة في تقسيم فصول الديوان، وكلما تكاثرت القصائد تغير الشكل إلى أن رسيت على البناء العام المناسب.

كتب عن تلك التجربة الشاعر والروائي العراقي وارد بدر السالم في جريدة العرب "هذه تجربة كتابية في الرائحة أنتجت لونًا شعريًا عطريًا قليلًا ما يتناوله الشعراء، فالعطر هو الشعر والشعر هو العطر. في البحرين ياسمين شعري جديد اسمه فضيلة الموسوي".

كما سبقه أيضا الشاعر الأردني عمر أبو الهيجاء في جريدة الدستور:

"في هذا العمل الشعري.. قصائد محكمة البناء تسرد حكايا الروح وخباياها ضمن رؤى جديدة تمعن في فضاءاتها المفتوحة على نوافذ العالم لتقول وتخاطب عمّاتها النخلات وتسألهن عن الأطفال وأقمطتهم وعن مواسم الفصول، وتقرأ علينا  وعليهنّ ما تيّسر من فيوضات القلب وأمتعته الطفولية راسمة بحروفها ولغتها الرشيقة حكايات الناس وما يتمخض عن هذه الأقاصيص من تأويل أحلام مكبوتة في ثنايا الحياة وبنيتها الإنسانية والإجتماعية، بلغة معبرة عن طقوس المرأة وما يكمن في داخلها من توجعات،  هذا إلى جانب أن الشاعرة الموسوي كانت بنصوصها قريبة من ذهنية المتلقي فرسمت بانودراما حياتية إنسانية حاكت بلغتها التي تركتها سهلة ومفتوحة على قاطني هذه البيوت ليمارسوا طقوسهم بقدسية في هيبة الحياة، فاتحة أبواب هذه "الدور"، لنشمَّ رائحة البخور والصلوات ممن جاءوا ليرتلوا المصائب."