الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث

 أقامت إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث اليوم احتفالية خاصة لتدشين كتاب (البنية النحوية في شعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني، دراسة نحوية دلالية) للدكتور علي طوالبة، وكتاب الترجمة الفرنسية لديوان الأعمال الشعرية الكاملة للشيخ مبارك بن سيف آل ثاني في قاعة بيت الحكمة بمبنى الوزارة.
 
حضر الحفل الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث و سفراء دول فرنسا وبلجيكا ونائب السفير السويسري لدى الدولة، ونخبة من الشعراء والكتاب والمثقفين ومسؤولي وزارة الثقافة والشيخ نواف نجل الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني نيابة عن الشاعر المحتفى به. 

وأكد الدكتور الكواري، في كلمته الافتتاحية، أن إصدار كتابين "كتاب للشاعر مبارك بن سيف والثاني عنه" هو تكريم لهذا الشاعر الذي يعتز به الوسط الثقافي في قطر والعالم العربي كشاعر مجيد كتب في مختلف أغراض الشعر، ومن أهمها الشعر الوطني خاصة نشيد قطر الوطني، كما كتب في أغراض مختلفة إنسانية وعربية وعاطفية، مشيرا إلى أن اصدار ترجمة فرنسية لأعماله إنما يتح لأصحاب الثقافة الفرانكفونية الاطلاع على التجربة الشاعرية لمبارك بن سيف، خاصة أن الثقافة الفرنسية لها تميزها وحضورها بما يسمح بتبادل الحوار الثقافي بين العربية والفرنسية. 

وأشار إلى أن احتضان بيت الحكمة في وزارة الثقافة لمثل هذا الحدث يمثل إحياء لتاريخنا العربي في التفاعل الحضاري عندما كان بين الحكمة في بغداد مجمعا للعلوم والآداب وموطنا للعلماء والأدباء والمؤرخين "ولذا فبيت الحكمة في وزارة الثقافة يسير على هذا النهج في أن يكون مكانا لتفاعل الثقافات". من جانبه، تحدث الخبير التربوي وأستاذ اللغة العربية الأردني زهدي خليل صاحب مقدمة كتاب (البنية النحوية في شعـر مبارك بن سيف آل ثاني، دراسة نحوية دلالية) عن الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني الذي عرفه منذ أكثر من ثلاثين عاما، عن الجوانب الانسانية في حياته، كما تناول جانبا من تميز الشاعر اللغوي والبلاغي وإحساسه المرهف. 

بدوره، قال الدكتور علي طوالبة مؤلف كتاب (البنية النحوية في شعـر مبارك بن سيف آل ثاني، دراسة نحوية دلالية) والكتاب دراسة حصل بها الباحث على درجة الدكتوراه في علم اللغة من كلية دار العلوم جامعة القاهرة " إن الشاعر أمسك بزمام النظم فأبدع، حيث تجد في المضمون الشعري لديه معظم القضايا التي عـانى منها الإنسانُ الخليجيّ والعربيّ والمسلم، بل وحتّى الإنسان حيثما كان، أمَّا من حيث الشَّكل الشّعريّ فقد تنوّعت أشعارُه بين شعرِ التفعيلة، والشِّعـر المقـفَّى، كما كَتبَ الشاعر في الشِّعـر المسرحيّ ، فله مسرحيّة شعريّة بعنوان: (الفجـر الآتي)، وكتب أيضًا شعرًا ملحميًّا من خلال قصيدته المطوّلة: (أنشودة الخليج)، وهي من الشِّعر المُقفّى استعرضَ فيها الشَّاعـرُ الأحـداث التّاريخية التي مرّت بها البلاد العربيّة والإسلاميّـة عامّة، ومنطقة الخليج العربيّ خاصّة". وأكد أنّ الشاعر تسود في تجربته عشق الوطن، وكتب الأناشيد الشِّعريّة منها النّشيد الوطنيّ القطريّ وغيره، لافتا إلى أن التّنـوّع في شعر مبارك بن سيف من حيث الشَّكل والمضمون قد يساعد في فهم البناء النّحويّ الذي اعتمد عليه الشّاعـر من أجل إيصال أفكاره وعواطفه، فبراعةُ الشَّاعرِ تكمنُ في مدى قدرته على الاستفادة من الإمكانات التي يتيحها له النِّظامُ النَّحـويُّ. 

وخلال حفل تدشين كتابي البنية النحوية في شعر الشيخ مبارك بن سيف وترجمة أعماله بالفرنسية، قال الدكتور عبدالودود العمراني الخبير والمترجم بوزارة الثقافة والذي قام بمراجعة الكتاب المترجم "تمثل أشعار الشيخ مبارك مثالا رائعاً عن الإبداع القطري الأصيل الذي لا يكتفي بمخاطبة القارئ العربي، بل يتخطاه ليخاطب بني البشر".