صدر للشاعر المصري حمزة قناوي، ديوان جديد بعنوان "في موعد الغيوم"، عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، يضم ‬ قصيدة تتنوع بين شعر التفعيلة والعمودي. وتتميز معظم قصائد الديوان بالرومانسية، وإن مال بعضها الآخر إلى الواقعية ونحى غيرها إلى مناوشة الرمز. ويتضح ذلك بدءاً من تسمية الديوان ومروراً بقصائده، التي تناولت في تصويرها تجارب وجدانية محورها المرأة والعاطفة، ومساءلة الوجود، واستلهام التراث الذي حفلت به رموز قصائد الديوان: "الموت في بلاط شهريار"، "الصرخة والسيف"، و"محاورة"، و"قلبي بقايا دمعةٍ"، و"أصوات في مدن الموت"، و"أنشودة الفرح"، وغيرها. واستخدم الشاعر المصري المقيم في الإمارات في بعض القصائد فنيات المسرح المعتمدة على الحوار والشخصيات والصراع، كما في قصيدة "الصدق والرواية الملفقة"، التي يقول فيها قناوي: "يا سيِّدي.. يا مُخرج الرواية العظيم.. دقائِق ويُرفَعُ السِّتَارْ.. وتبدأُ الأصواتُ في الخفوت.. تُطفأُ الأنوارْ.. ويشدهُ المشاهدون للذي يدور.. دقائقٌ ويبدأُ الدوار.. وينبري المُمَثِّلونَ في السَّخَف.. إن يبدءوا بعرضِ هذه لرواية المُلَفَّقة.. تَتَابَعَت فُصُولُها تُجَمِّلُ الكَذِب.. وتطمِسُ الحقيقةَ الخَرْسَاء.. وأنتَ في مكانكَ البعيد ترقبُ الجميع.. تُطِلُّ من وراءَ هذه الستائر السوداء.. في أَوجُهِ المُمَثِّلينَ والحضور.. لِتَطمَئنَّ أن كُلَّ ما لفَّقْتَهُ يسيرُ وِفقَ ما يُرام فتفرًكَ اليدينَ في انتشاءة الحبور.. إن تَلمَحَ المُشاهدينَ قد تَرَنَّحوا من الضَحِك.. فلم يُلاحِظوا رداءةَ الحوار.. أو يُدرِكوا تفاهةَ الرواية المُزَيَّفهْ". ويعد الحزن إحدى السمات النفسية المسيطرة بوضوح على قصائد الديوان، حتى إن هناك قصيدتين سُميتا باسمه مباشرةً "الحزن"، وهي إحدى السمات الفنية التي تتميز بها المدرسة الرومانتيكية والتيار الوجداني في الشعر، التي يتضح أن الشاعر يدور في فلكها. ومن القصائد العمودية "في موعد الغيوم"، قصيدة "يبكي ويضحك"، ومنها: "مُدي العيونَ إليـهِ والأهــدابـا.. فلكم سعى شوقاً إليكِ وذابا.. وطوى الطريقَ مُحلِّقاً نحو المدى.. إن لُحتِ فيهِ تخيُّلاً وسرابـا.. مُدي يديكِ إلى فؤادٍ عاشِـــقٍ.. سوَّمتِهِ العشقَ الكبيرَ عذابا.. وارني لهُ فلـعلَّ رنوتُكِ التــي . تُحيى الجِنانَ وتُنبِتُ الأعنابا". وللشاعر حمزة قناوي ستة دواوين سابقة، هي "الأسئلة العطشى"، "بحار النبوءة الزرقاء"، "أكذوبة السعادة المغادرة"، "قصائد لها"، "أغنيات الخريف الأخيرة"، و"الغريب"، ونال جوائز عربية، منها جائزة سعاد الصباح للشعر عام ‬2000، وجائزة "طنجة الشاعرة" بالمغرب، العام الماضي.