‘قُطوف من حدائق الفكر’ .. هو عنوانُ أحد أحْدَثِ إصْدارات الناقد المغربي الدكتور جميل حمداوي، صدر مؤخراً عن دار نشر المعرفة. والكتابُ عبارة عن دراسات تندرج ضمن مجالات ثلاثة رئيسة، هي الفلسفة والتاريخ والسياسة (288 ص)، نقرأ منها العناوين الآتية: مفهوم الحقيقة في الخطابين الفلسفي والإبسْتِمُولوجي، وجَدَليّة المثقف والسلطة، والبحر الأبيض المتوسط وحضاراته، والمغرب والحَداثة، والتصوُّف الإسلامي ومراحله، والمجتمع المَدَنيّ أساس التنمية البشرية في العالَم العربي. وقد كتب الباحثُ فريد أمعضشو كلمةً عن المؤلَّف أُثبِتتْ على ظهْر غلافه، هذا نصُّها: ‘إنّ المَيْسمَ التّعْليمي البيداغُوجيّ ظاهِرٌ في جُلِّ الأبْحاثِ والمَقالاتِ التي تُشكّلُ مَتْنَ هذا الكِتابِ؛ لأنّ كاتبَها أرادَ، مِنْ خِلالِها، بالأساس، تَقريبَ جُمْلةٍ مِنْ مفاهيمِ الفَلْسَفة والإبسْتِمولوجيا إلى القارئ، وتناوُلِها، بإفاضةٍ، في الخِطابِ الفِكْريّ الغرْبيّ، وكذا العَربي الإسْلاميّ. وحَوَى، إلى جانِبِ ذلكَ، دراساتٍ أخْرى تَمَحْوَرَت حَوْل التّصَوُّف وتاريخِه لدَى المُسْلِمين واتّجاهاتِه الكُبْرى ونَحْو ذلك، وسَلّطت ضياءً كاشِفةً على الفلْسَفَة الإغْريقِيّةِ نَشْأةً وامتِداداً وتَنْويعاً، وتطَرَّقتْ إلى عَلاقةِ الأنا بالآخَرِ مُنْذ ‘صَدْمَة الحَداثَة’، انْطِلاقاً منْ أواسِطِ القرْن التّاسِع عَشَر، وبَحَثتْ إشْكالاتٍ وقضاياَ على حَظٍّ كَبيرٍ مِنَ الأهَمّيةِ؛ مِنْ مْثْلِ المُجْتَمَع المَدَنِيّ، وجَدَليّة المُثقّف والسُّلْطَة في العالَم العَرَبيّ. وبهذا، قدّمَ الباحثُ د. جَميل حمْداوي، لقُرّائه، ‘مائِدةً غَنيّة مُنَوَّعة الأطْباق’، داعِياً إيّاهُم إلى ‘الْتِهامِها’ بلَذَاذة’!