القاهرة ـ أ ش أ
ضمن سلسلة الفلسفة التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، صدرت حديثا طبعة ثالثة من كتاب "تجديد الأصولية الإسلامية في فكر الشيخ عبد المتعال الصعيدي"، للدكتور عصمت نصار.
في هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في 2006 يذهب الدكتور عصمت نصار إلى أن الشيخ عبدالمتعال الصعيدي نجح في وضع نسق متكامل البناء ومتسق البنية في مشروع التجديد والقضايا المتعلقة به، وعلى رأسها الاتهامات التي وجهت من قبل المستشرقين إلى مصطلح (الأصولية الإسلامية) ووصفهم العقلية العربية بالجمود والتطرف والتعصب والإرهاب.
وكما يؤكد المؤلف فإن الشيخ عبدالمتعال الصعيدي ناقش كذلك مفهوم التجديد وأبعاده المعرفية والفلسفية والعقدية، ثم أوضح موقف الإسلام من المشكلات المعاصرة الاجتماعية والسياسية والدينية، وقد وفق إلى حد كبير في إزالة الغموض واللبس عن العديد من المصطلحات التي كانت السبب الرئيس في ظهور عشرات المشكلات بين المنقول والمعقول في حياتنا المعاصرة.
ولد عبدالمتعال الصعيدي في السابع من مارس 1894 في إحدى قرى مركز أجا، بمحافظة الدقهلية، ودرس العلوم الشرعية واللغوية والحساب في الجامع الأحمدي في طنطا، ولنبوغه اجتاز المرحلة الأولية في سنة واحدة مع أنها تستغرق أربع سنوات، وجاء ترتيبه الأول على طلاب معهد طنطا الأزهري في عام 1918 وعين مدرسا بالجامع الأحمدي.
وقد ترك الصعيدي تسعة وأربعين كتابا مطبوعا، وعشرين كتابا مخطوطا، وأهداهم جميعا قبل وفاته إلى جامعة الأزهر، التي اشتغل بالتدريس لطلابها لنحو 36 عاما، وبعد بلوغه سن التقاعد واصل رسالته الإصلاحية، فراح يساجل سيد قطب وأبا الأعلى المودودي، ويعقب على كتابات خالد محمد خالد، ويعيد ترتيب فصول كتابه "المجددون في الإسلام"، محذرا من خطر الجماعات الإسلامية المسيسة، ومؤكدا ضرورة تجديد الخطاب الديني بمنأى عن جمود المتعصبين وشطط المستغربين.
واستمر الشيخ الجليل على دأبه في المطالعة وكتابة التعليقات النقدية حتى هاجمه المرض، فاعتزل الناس، وتهيأ للقاء ربه في الثالث عشر من مايو عام 1966.