صناعة السيارات العالمية

فيروس كورونا أصبح أكثر شراسة وشراً بعد أن صدرته مدينة ووهان الصينية للعالم والذى وجد ملاذاً أمناً بالقارة الأوروبية التي أصبحت بؤرة خطرة ينتشر بها الفيروس بسرعة

كبيرة، ومع استمرار انتشار الفيروس بأوروبا تتزايد مخاوف مصنعى وتجار السيارات هناك من المصير الصيني.

ومع بداية ظهور الفيروس بداية العام الجارى وانتشاره بقوة اتخذت شركات السيارات إجراءات فورية للحد من انتشار كورونا بالمصانع التابعة لها بالصين من بينها تويوتا وهيونداى ورينو وBMW وفولكس ڤاجن وهوندا وڤولڤو ومجموعة PSA الفرنسية..

كما توقفت بعض الشركات المغذية لصناعة السيارات عن العمل في الصين أبرزها شركة بريدجيستون للإطارات، وتوقفت بعض النشاطات المتعلقة برياضة السيارات مثل تأجيل سباق سانيا للفورميولا -E لموسم ٢٠٢٠ في الصين بسبب انتشار كورونا..

وبالرغم من عودة أغلب مصانع السيارات بالصين للعمل من جديد بعد توقف دام أسابيع، إلا أن انتشار فيروس كورونا أصبح يهدد صناعة السيارات في العالم خاصة بعد أن أعلنت شركة هيونداى موتور في كوريا الجنوبية عن توقف أحد مصانعها بـ أولسان في جنوب شرق البلاد يوم الجمعة الماضى عن العمل بعد التأكد من إصابة أحد العمال بفيروس كورونا. وتواجه هيونداى خطر انتشار الفيروس بين صفوف عمالها بالمصنع المتخصص في تجميع السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات.

واتخذت هيونداى إجراءات وقائية عالية المستوى وقامت بتطهير وتعقيم المصنع وقررت هيونداى وضع زملاء العامل المصاب بمصنع أولسان بالحجر الصحى لفحصهم والتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس..

الشركات الهندية تأثرت هي الأخرى بانتشار فيروس كورونا مسجلة خسائر كبيرة خلال يناير وفبراير من العام الجارى وأعلنت شركة ماهيندرا آند ماهيندرا الهندية لصناعة السيارات عن انخفاض مبيعاتها خلال فبراير الماضى بسبب انتشار فيروس كورونا..

وأكدت الشركة أن الضرر الكبير كان بسبب عدم وصول شحنات قطع الغيار من المصانع الصينية مما تسبب بتراجع المبيعات بنسبة ٤٢٪ خلال فبراير بعد أن وصلت المبيعات إلى ٣٢ ألف و٤٧٦ سيارة، مقارنة بـ ٥٦ ألف و٥ سيارات في فبراير ٢٠١٩. وعلق فيجاى رام ناكرا، رئيس قسم المبيعات والتسويق بالشركة على خسائر الشركة وقال: «مع دخول شهر مارس، نتوقع استمرار التحديات التي تواجهنا بشأن الحصول على قطع الغيار لبضعة أسابيع أخرى، قبل أن يعود الوضع لطبيعته».

. تأثير كورونا على صناعة السيارات الهندية لم يضرب ماهيندرا وحدها وطال شركة ماروتى سوزوكي، التي سجلت تراجع مبيعات بنسبة ١.١٪ خلال فبراير الماضى لتصل عدد وحداتها المباعة ١٤٧ ألف و١١٠ سيارة. من جانبها خرجت رئيسة رابطة صناعة السيارات بألمانيا هيلجراد مولر بتصريح أوضحت فيه تأثير فيروس كورونا على سوق السيارات العالمي، وقالت: «بدأ يصل لنا أولى التأثيرات السلبية في السوق بسبب فيروس كورونا».

وأوضحت هيلجراد أن السوق في الصين تعرض للانكماش بنسبة ٢٠٪ في شهر يناير ٢٠٢٠ مقارنة بيناير ٢٠١٩. وتوقعت رئيسة رابطة صناعة السيارات بألمانيا تراجع بنسبة ٧٪ بسبب الفيروس.

وعلق رئيس دايملر الألمانية على انتشار فيروس كورونا وتأثيره على صناعة السيارات قائلاً: «لا يمكننا التنبؤ الآن بحجم الخسائر، لكن الواضح أن الضرر سيصيب الإنتاج والمبيعات».. أما وكالة موديز الأمريكية للتصنيف الائتمانى توقعت تراجع مبيعات السيارات في العالم بنسبة ٢،٥٪ خلال عام 2020 بسبب تفشى فيروس كورونا.

وذكرت الوكالة في مدينة فرانكفورت الألمانية أن تفشى كورونا سيؤثر على الطلب وسيوقف سلاسل التوريدات، وتوقعت أن تصل نسبة التراجع في المبيعات في غرب أوروبا إلى ٤٪ وتوقعت موديز أن تسجل الصين وحدها تراجع بنسبة 2.9%، كما توقعت تراجع مبيعات السيارات في السوق الأمريكية بنسبة 1.2%، وأشارت الوكالة إلى أن السوق الوحيد المتوقع أن يحقق نمواً خلال العام الجارى هو السوق الياباني.

من جانبها أعلنت رابطة سيارات الركوب الصينية التي تمثل أكبر الأسواق تضرراً من فيروس كورونا، إن الصين شهدت انخفاضا حاد في مبيعات السيارات الجديدة بسبب فيروس كورونا. وتابع دونجشو: «الفيروس أدى لتراجع مبيعات السيارات بصورة كبيرة وإصابة القطاع بالشلل، شركات السيارات ليس لديها علم بعد بالتوقيت الذي سوف تعاود المبيعات فيه الارتفاع». وأوضحت الرابطة أن المبيعات تراجعت بنسبة 92% في الفترة من 1 إلى 16 فبراير الماضى مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، وتوقفت مبيعات هذه الفترة من العام عند 4 آلاف و909 سيارة مقارنة بـ 59 ألفا و930 سيارة في الفترة نفسها من 2019. 

وتوقعت الرابطة ارتفاع نسبة تراجع سوق السيارات ٨% خلال عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا، بعد أن كانت تتوقع الرابطة بنهاية ٢٠١٩ الماضي، أن ترتفع المبيعات ١% خلال
٢٠٢٠.. لم يكتفى فيروس كورونا بضرب قطاع صناعة وتجارة السيارات وأخذ في طريقه نشاط معارض السيارات الدولية بعد أن قررت سويسرا إلغاء العديد من الفعاليات التي يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من ألف شخص.

واعلنت سويسرا عن إلغاء معرض جنيف للسيارات رسمياً تطبيقاً لهذا القرار .. كورونا تسبب ايضاً في توقف وتعطيل رياضة سباقات المحركات بعد أن قرر منظمو بطولة العالم للدراجات النارية «موتو جى بي» إلغاء الجولة الافتتاحية لبطولة العالم التي كان مقررا إقامتها في قطر بسبب فيروس كورونا..

وقال المنظمون في بيان رسمي: «تفشى فيروس كورونا المستمر أدى إلى قيام قطر بفرض قيود على السفر إليها من إيطاليا وعدة دول أخرى، اعتبارا من اليوم، كل المسافرين الذين وصلوا إلى الدوحة من طيران مباشر من إيطاليا أو كان في إيطاليا خلال الاسبوعين الماضيين، سيتم اصطحابه للبقاء في الحجر الصحى لمدة لن تقل عن ١٤ يوما»

.. وتعد الفرق الإيطالية التي تشارك في سباقات «موتو جى بي» من الفرق القوية على حلبات السباق والتى تضم فرق مثل دوكاتى والدراجات أندريا دوفيزيو وفالنتينو روسي..

أما على صعيد سباقات السيارات حذر نجوين دوك تشونج رئيس اللجنة الشعبية في مدينة هانوى الفيتنامية من احتمال إلغاء سباق جائزة فيتنام الكبرى ضمن بطولة العالم لسباقات سيارات فورميولا 1 هذا الموسم، إذا استمر تفشى فيروس كورونا خلال شهر مارس الجاري. وقال تشونج في تصريح له: «رغم أننا بذلنا أقصى جهدنا للتحضير للحدث وتنظيمه، إذا أصبح الوضع معقدا خلال مارس الجاري، فيجب أن نوقف السباق»

. من جانبها أعلنت البحرين رسمياً عن إقامة سباق جائزة البحرين الكبرى ضمن بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-١ بدون جمهور بسبب فيروس كورونا. وقالت: «يقتصر الحضور على المشاركين فقط على أن ينقل الحدث عبر شاشات التلفزيون».

قد يهمك أيضا:

"تويوتا" تكشف عن نموذجها الجديد من "تاكوما" ملكة الصحراء

"كورولا 2020" من أكثر سيارات "تويوتا" مبيعًا بسبب أدائها الممتاز