عمان ـ بترا
يتمحور كتاب (اللغة : هوية ناطقة) لمؤلفه الدكتور عبدالله البريدي الصادر حديثا عن سلسلة كتاب المجلة العربية بالسعودية حول التوصيف الدقيق لطبيعة العلاقة بين اللغة والهوية . ويناقش باستفاضة وتحليل مدعم بالاسانيد المشكل الثقافي واللغوي المترتب على مصطلح (معضلة الهوية) التي تنال من عقل ووجدان وروح الامة . يقدم المؤلف- استاذ الادارة والسلوك التنظيمي في جامعة القصيم، مثل تلك الازمة التي تكاد تعصف بالهوية في سياق يؤكد على عنصر اللغة كعامل محوري في تشكيل الهوية بتركيز على العناصر والمفردات المغذية للهوية دون اغفال العوامل التي تعيق او تشتت فعاليات تحصينها. يبحث الكتاب عن منظور تعريفي جديد يمزج اللغة بالهوية والحياة مثلما يكشف ايضا عن براهين ودلائل تثبت اهمية اللغة في الحفاظ على مقومات الامة . ويستعرض المؤلف في تحليل بلاغي ابرز التحديات التي تواجه اللغة العربية في سياقات عديدة مع بلورة بعض الحلول العملية واختار ان يكون اشتغاله مزيجا بين الطرح الاكاديمي والفكري ، ومن هذا المنطلق استعان بعدد وفير من المراجع والابحاث النظرية والمعرفية والدراسات التطبيقية في معاينة العديد من الاساليب التي تنهض على طروحات التناول لاسئلة موضوعاته. يتوزع الكتاب على اربعة عناوين رئيسة هي: نحو مزيج من اللغة بالهوية، انتهاكات هويتنا الناطقة، معيقات هويتنا الناطقة وتعزيز هويتنا الناطقة في مسارات مختارة . ويلفت في سائر عناوينه الى ضرورة التعاطي العلمي مع مسألة (اللغة والهوية) والذي يقتضي منها امورا عدة من بينها ابتكار وتبني منظومة اصطلاحية متكاملة متماسكة، والافادة الجادة من المنهجية العلمية كما في العلوم الاجتماعية والانسانية والاغتراف من الحقول المعرفية التي عالجت جوانب عديدة في قضايا اللغة والهوية وفي مقدمتها علم النفس الاجتماعي . تاتي اهمية الكتاب انه يؤشر الى فاعلية اللغة العربية داعيا الى تعزيزها في سائر مفاصل الحقول العلمية والتكنولوجية الحديثة ضمن اطار المشروع الحضاري العربي الاسلامي .