القاهرة-العرب اليوم
صدر كتاب أزمات مجلس التعاون لدول الخليج العربية "الجذور – الأسباب – الوساطات – وسيناريوهات المستقبل 2011 – 2018"، تزامنًا مع الذكرى السابعة والثلاثون لقيام مجلس التعاون – ويتزامن صدوره أيضًا مع الذكرى السنوية الأولى للأزمة الخليجية الراهنة بين ثلثيّ الدول الأعضاء المؤسسين للمجلس..
ويوثق الكتاب بمنهجية أكاديمية موضوعية متسلسلة لأخطر أزمة تعصف بكيان المجلس منذ قيامه بتداعيات خطيرة على فاعليته وحتى على مستقبله وبقائه، ويأتي هذا الكتاب ليملأ فراغًا مهمًا في أدبيات دراسة إدارة الأزمات ونظرية التحالفات وأمن منطقة الخليج العربي – ويهم صناع القرار – والأكاديميين وطلبة الجامعات وحتى القارئ العادي المهتم بالشأن الخليجي.
ويستعرض الكتاب جذور الأزمة الخليجية الراهنة بين طرفي الأزمة، دولة قطر من جهة، والطرف الثاني دول الرباعية التي تطلق على نفسها أيضًا "الدول الداعية لمكافحة الإرهاب – أو المقاطعة – أو دول مقاطعة قطر" – المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية -، فيما تستخدم دولة قطر في خطابها السياسي والإعلامي وصف "دول الحصار". تمسكًا بالموضوعية والحياد العلمي الذي هو منهجية الكتاب – يستخدم المؤلف في الكتاب مصطلح دول الرباعية – أو "دول عزل قطر".
ويتتبع الكتاب جذور الخلافات والتباين في المواقف والسياسات بين طرفي الأزمة الخليجية، بدءً بموجات التغيير التي حدثت في عام 2011 في بعض الجمهوريات العربية، التي عُرفت بـ "الربيع العربي" – وانعكاساتها على مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كبداية لإرهاصات تباين وخلافات في الرؤى. والتي كانت بدايتها في اندلاع "أزمة عام 2013 – 2014" بين كل من المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين – من جهة، ودولة قطر – والتي عُرفت بأزمة سحب سفراء الدول الخليجية الثلاثة من الدوحة – والتي حُلَّت في ديسمبر عام 2014 – بوساطة كويتية وتعهدات – وانتهاءً بأزمة عام 2017 – الأزمة الأكثر تهديدًا لكيان ومستقبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية. والمستمرة بمراوحة ومعادلة صفرية مكلفة...
ويختم الكتاب بقراءة استشرافية لمستقبل الأزمة الراهنة، وسيناريوهات مستقبل منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إقليم يعاني من غياب وخلل في موازين القوى، ويشهد أزمات وصراع دائم... وبحاجة لمشروع جامع يحصن دوله ويحمي شعوبه