ناقش العرض المسرحي "هبط ملاك بابل"، من تأليف فريدريش دورنيمات، وإخراج خالد توفيق، لفرقة "بني سويف" القومية، فكرة الانحطاط الأخلاقي في المجتمع، وانتشار الفساد ليس فقط في الطبقات العليا بل حتى وصولاً إلى أدنى الطبقات. وتمّ عرض "هبط ملاك بابل" في إطار الدورة الـ39 من المهرجان الختامي لفرق مسرح الأقاليم، الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح، على مسرح البالون. وجاء العرض في صورة لعبة، أراد الملك أن يلعبها مع الشحاذ "عاقي"، الوحيد الذى لم يرضخ لقانون المملكة، وسطوة الحاكم، ولكن المنافسة كانت محسومة للرجل المخضرم، الذي يمتلك أدوات مهنته، ويعرف اشتراطات التكسب منها، بينما الملك قليل الحيلة والفهم، فقد وضع نفسه فى مراهنة خاسرة على كل المستويات، ولما كان الملاك قد هبط بغية أن يهدي أفقر إنسان في المدينة، ملاكاً جميلاً في صورة فتاة، فإن الملك كان محظوظاً، كونه خسر الرهان مع عاقي، حيث حصل بخسارته تلك على هدية رائعة، ولكنه لغبائه المحكم، وظنه الدائم بأنه يستطيع أن يجمع كل الغنائم خسر مجدّدًا كل شيء. ويعدُّ موضوع العرض علامة على انحطاط قيم المجتمع، فالكل فاسد، سواء المسؤولين في المملكة، أو الرجال الذين يساومون لكسب شخص، أو حتى الفقراء من أهل البلد، والذين يفرحون بالرشاوى البسيطة، وقد بينت المشاهد المتتالية أن تلك التركيبة الفاسدة لن تنجح في وضعيات كتلك التي نعيشها، لأن المجتمع متفسخ، ولا يتعلم الدرس كما ينبغى أن يكون.