فى اليوم الثالث عشر من فعاليات المهرجان الختامى لفرق مسرح الأقاليم، فى دورته التاسعة والثلاثين الذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح، تم تقديم العرض المسرحى "القصة المزدوجة للدكتور بالمى"، تأليف أنطونيو بوييرو باييخو، إخراج جمال ياقوت، لفرقة قصر ثقافة سيدى جابر على مسرح وزارة الشباب والرياضة. والعرض المسرحى "القصة المزدوجة للدكتور بالمى"، يتناول فكرة يقظة ضمير شرطى يعمل بالقسم السياسى، وخاصة فى مجال تعذيب السجناء بأفظع أنواع التعذيب، وتأتيه اليقظة من خلال إصابته بالعجز الجنسى، حيث تبحث روحه أخيرا عن الشعور بالندم من خلال اللاوعى، ويكون ترجمة اللاوعى هو مرضه، ويلعب الطبيب النفسى دورا فى كشف ما وراء المرض والذى يكشف ماهية عمله، وما هو تأثير ممارسة التعذيب على السجناء. كما يتضح لنا من خلال العرض، أن ممارسة العنف لا تؤذى الآخر فقط ولكنها تؤذى الذات أيضا، ويساعده فى يقظة ضميره زوجته التى عرفت الحقيقة ولم تتخل عن دورها الذى لعبته فى رفض الحياة وهى مذنبة بجهلها عن ما يحدث، وبمجرد علمها تغيير موقفها، حتى وصل الأمر إلى اتخاذها موقف الثوار والمتمردين. كما تنتهى الأحداث بتغيير سلوك الشرطى القاسى حين يدرك أنه يعانى عجزا جنسيا نتيجة لتعذيب سجين وانتزاع رجولته منه، حتى أدرك أنه قد لقى نفس المصير مع زوجته، وبعد مقاومة شديدة وعوامل نفسية واجتماعية غيرت سلوكه وجعلته يثور ويتمرد على وظيفته، الأمر الذى وصل حد أنه صار سجينا وأخذ وضع أحد السجناء الذين يعذبهم.