كشف عرض مسرحي، عرض مساء اليوم الخميس، غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، عن حالة التيه التي يعيشها الشباب الغزي، الذي يفضل العيش في عالم افتراضي خال من المشاكل، في مسعى منه للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه.
وتناول العرض الذي حمل عنوان، 'خارج التغطية'، حالة التوهان وانتشار روح اللامبالاة والإحساس بالضياع والإحباط  عند بعض الشباب الغزي، واختيارهم العيش في عالمهم الافتراضي الخالي من المشاكل بتعاطيهم الحبوب المخدرة. التي ألقت بظلالها على تعاطيهم السلبي في مختلف نواحي الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية، وأيضًا السياسية، بفعل  التغيرات والمتناقضات التي يعيشها شبابنا اليوم، والتي أسهمت فيها مجمل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع.
واحتضن مسرح  الهلال الأحمر غرب المدينة، العرض الذي أنتجه ورعاه المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر.
ونجح ممثلون شبان خلال العرض في التأثير في الحضور، الذي تفاعل مع العديد من المشاهد التي مست وجدانه ولاسيما وان القضايا التي طرحها العرض، قضايا يعيش تفاصيلها، وعكست  بالوقت نفسه قوة أداء الفريق  وتمكنهم من أدواتهم المسرحية المختلفة.
وناقش العرض، بطريقة احترافية هذا الواقع، عبر 'اسكتشات' منفصلة ومتصلة غلفت بقالب من الكوميديا السوداء، إلى جانب حالة عزوف الشاب وعدم اندماجهم في المجتمع، وقضايا إجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها وبعض العادات والتقاليد البالية.
كما تناول التشاؤم الذي يسود أوساط الشباب، والاتكالية التي تنتاب البعض وغياب الإصرار والمثابرة لتحقيق الهدف والبحث عن الحلول السهلة والسريعة.
المسرحية كانت من بطولة مجموعة من الشاب الواعد، بلال الزيني، حسن قاعود، محمود ابو الروس، أسامة الفقعاوي، ومحمود ابو سلطان، وشاركتهم في البطولة الفنانة فايقة النجار. أما الفكرة وبناء  النص، فاشترك فيها كل من مخرج العرض الفنان نعيم نصر ومساعده مفيد سويدان، وأنتجها المركز الثقافي لجمعية الثقافة والفكر الحر.
وقال مخرج العرض  نعيم نصر: إن الهاجس الذي يراودني  عند إخراج عمل مسرحي، هو آلية توصيل الرسالة بأسلوب شيق ومبهر يتفاعل معه الحضور، وبالتالي فأنا لا أقولب نفسي في مدرسة مسرحية  بعينها، مشيرا إلى أن هذا العرض جمع بين المسرح العبثي والرمزي والملحمي.
وبدوره، أوضح مدير المركز الثقافي حسام شحادة،  أن العرض هو التجربة الأولى الحقيقة لخرجين دورة التمثيل المسرحي أمام جمهور كبير وعلى مسرح ضخم، بعد التجربة الناجحة لعرضهم التجريبي المزاد، أكد مدى تمكنهم من أدوات المسرح  والدروس التي تلقوها خلال الدورة التدريبية 'أسس التمثيل المسرحي'، التي نظمها المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة  على مدار اكثر من شهرين  بين عملي ونظري.
وأكد أن المركز  يسعى، من خلال تنظيم هذه العروض المسرحية ومن قبلها عقد الورش الفنية والدورات المتخصصة  في فن المسرح،  إلى إحداث حالة حراك ثقافي بالقطاع بصفة عامة، والمساهمة في تعزيز رسالة المسرح الثقافية والفكرية المهمة في التنوير والتثقيف وفى تطوير المجتمع والارتقاء بالذائقة الفنية والوصول إلى عقل المتلقي ووجدانه، في  إطار الهدف الاساسي والمتمثل في تفعيل الحركة المسرحية بالقطاع  بصفة خاصة.