قضية أطفال الشوارع والاتجار في البشر قد لا تمس كثيراً مجتمعنا المحلي، إذ يصعب اعتبارها ظاهرة ملحة وهاجساً لدى المجتمع ومؤسساته، لدرجة أن تتم مناقشتها في المسرح أو غيره من الفنون. ولا ننكر أن قضية أطفال الشوارع مادة وطرحاً دسماً يمكن أن يقفز بخيال المؤلف إلى حدود اللامعقول، ليوصل تلك المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال من تشرد وغياب للهوية وضياع، وربما انحلال أخلاقي، وبعد عن الممارسات الطبيعية التي يعيشها أقرانهم، لاسيما في وجود من يديرهم ويدفعهم إلى الشوارع والأزقة بحثاً عن لقمة عيش، وإن كانت مدنسة. مسرحية "سيد القبو" لمسرح بني ياس، التي اعتبرها نقاد عملاً مسرحياً جيد "الصنعة"، لكنها لم تصل إلى الأداء العالي، وهي من تأليف الفنان جمعة علي، وإخراج الفنان حبيب غلوم، وتطرقت لقضية أطفال الشوارع والاتجار في البشر، بذريعة النسبة العالية للمقيمين في المجتمع الإماراتي من ثقافات مختلفة، واعتبارها شريحة مهمة يفترض الوقوف عندها، خصوصاً أن هناك قضايا القبض على عصابات من الوافدين تدير شبكات اتجار في البشر وتستغلهم.