تميزت السهرة التاسعة من تظاهرة الأيام المسرحية المغاربية التي تحتضنها مدينة باتنة بعرض مسرحية "هلال ونجمة" التي تحكي كفاح الشعب التونسي خلال الاحتلال الفرنسي. وقد أعجب الجمهور كثيرا بهذه المسرحية التي تابعها مساء سهرة أمس الاثنين باهتمام كبير والتي تحكي مرحلة من كفاح الشعب التونسي ضد المستعمر الفرنسي من خلال استعراض نشاط عمال أحد المناجم الواقعة في ريف الشمال الغربي لتونس وثورتهم ضد الظلم والتهميش والتفقير ومن ثم نضالهم النقابي من أجل تحسين وضعيتهم. وتروي مسرحية "هلال ونجمة" (في اشارة الى العلم التونسي)-من خلال شخصية "هلال" وهو شاعر يسكن الريف وتسكنه هموم شعبه و"زينة" صحفية فرنسية عادت إلى القرية التي ولدت فيها وغادرتها وهي طفلة -طبيعة الاستعمار وآلياته التي تفقر الشعب وترمي ببلاده إلى الهاوية. وقد أضفى المخرج سامي النصري حيوية كبيرة على الركح وكسر الممل من خلال توظيفه لعناصر التراث في المسرحية لاسيما طقوس "الوعدة" كالرقص والبخور و الغناء وحتى "الموال" والتي امتدت خارج الخشبة ليعايشها الجمهور عن قرب لاسيما الجالسون في الصفوف الأولى . ومثلت هذه اللقطات من المسرحية أقوى لحظاتها حسب ما عبر عنه ل/واج كثير من المتفرجين الذين "حملتهم المسرحية الى أجواء أخرى" و"ذكرتهم بطقوس تقتسمها الكثير من المناطق بالبلدين الجزائر وتونس اللذين يجمعهما تراث مشترك عريق". ولم يخف مخرج المسرحية سامي النصري إعجابه بالحضور الكبير للجمهور وتجاوبه مع أحداث العرض. وتعرف الأيام المسرحية المغاربية في طبعتها الرابعة التي يحتضنها المسرح الجهوي بعاصمة الأوراس إقبالا غير مسبوق للعائلات في كل سهرة.