أثينا ـ شينخوا
باعتباره مواطنا يونانيا ورجل أعمال تربطه علاقة وثيقة بالصين، يتطلع جورج كونتوس بشدة إلى الزيارة المقرر أن يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لبلاده الأسبوع المقبل.
وقال كونتوس في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "أولا وقبل أي شيء ، أود التعبير عن ترحيبي به بصفتي مواطنا عاديا من اليونان. فاليونان دولة رائعة وأيضا بوابة لأوروبا".
ويُعتقد على نطاق واسع بأن الزيارة المزمعة للي كه تشيانغ خلال الفترة من 19 إلى 21 يونيو ستعزز التعاون العملي بين الصين واليونان في مجالات مثل الاقتصاد، والتجارة، والشحن، والنفط والغاز، والسياحة، والشؤون البحرية.
وذكر كونتوس، الذي يتعاون مع الصينيين منذ أكثر من عقد من الزمان وخاصة في قطاع العقارات، أن اليونان تتيح فرصا هائلة للمستثمرين الأجانب.
فمنذ أن قررت الحكومة اليونانية منح تصاريح إقامة لمشتري العقارات الأجانب، يتوافد المزيد والمزيد من الصينيين على شركة كونتوس لاستكشاف الفرص والاستثمار في قطاع العقارات باليونان.
وأعرب كونتوس، المعجب بإمكانات السوق الصينية، عن إيمانه الشديد بأن اليونان لديها الكثير من المزايا النسبية لتقدمها للصينيين مثل الجمال الطبيعي والتاريخ العريق والموقع الجغرافي الرئيسي والدفء وحسن الضيافة، وعن تفاؤله إزاء مستقبل سوق العقارات اليوناني.
وقال كونتوس إنه علم من خلال عملائه وأصدقائه الصينيين بأنه أيا كان من يزور اليونان فإنه يشعر بأنه في بيته، وهو نفس الشعور الذي خالجه هو في الصين التي زارها عدة مرات سنويا منذ عام 2009.
وأضاف "أشعر كما لو كنت في بيتي (في الصين). الحياة سهلة وآمنة. لقد زرت عشرات الدول. والصين مكان أشعر فيه حقا بالأمان".
وفي كل مرة زار فيها الصين، فوجئ بالتغييرات السريعة الحاصلة هناك. كما كان يعجب دوما بروح الفريق القوية في الصين والتي يشعر بأنها مفتقدة في اليونان.
وعبر كونتوس عن إيمانه بعمل الفريق، قائلا إنها فكرة يتقاسمها مع مساعده الإيطالي آلن سيسوبيري الذي يتحدث الصينية بطلاقة .
بدأ أول تواصل بين سيسوبيري والصينيين عندما كان طفلا حيث ترعرع في إيطاليا مع فتاتين كان والداهما يديران مطعما صينيا. وهذا أيضا ما منحه فرصا لتذوق الطعام الصيني اللذيذ.
غير أن حلمه في زيارة الصين لم يصبح حقيقة إلا في عام 2003 -- بعد 17 عاما تقريبا من بدئه في تعلم الصينية في إيطاليا ليتواصل بشكل أفضل مع أصدقائه الصينيين.
وضحك عندما استرجع تعليقات الناس عليه داخل مترو الأنفاق الصيني عندما لم يتوقعوا منه التحدث باللغة الصينية. وكان سيسوبيري، الذي يبلغ وزنه 90 كجم وطوله 185 سم، دائما ما يلفت الانتباه عندما يركب مترو الأنفاق في الصين.
وقال لشينخوا "إنهم يعلقون دوما على حجمي أو طولي أو على ما إذا كنت سائحا أم مقيما هناك. وكانت بعض التعليقات غريبة، ولكنها كانت لطيفة لأنها جعلتني أدرك أن الناس متشابهون في كل مكان".
ووفقا لما لاحظه سيسوبيري، فالصينيون متشابهين مع الإيطاليين واليونانيين في بعض الأوجه - فهم يحترمون بعضهم البعض ويرعون أسرهم. إنه يحب الصينيين لإتباعهم معايير أخلاقية رفيعة ويتسمون بحسن الضيافة.
ومن وجهة نظره، الصينيون مرتاحون وسعداء ويتمتعون بالحياة مهما كان وضعهم الاقتصادي.
ولكن لم يكن كل شيء ورديا خلال إقامته في الصين. فحجم التلوث الهوائي هو أكثر ما أزعجه. فقد وجد سيسوبيري أن بكين وشانغهاي مدينتان رائعتان، ولكن جودة الهواء فيهما مقلقة للغاية رغم أنها لم تزعجه أثناء زيارته الأخيرة لهما في عام 2013.
وباعتباره أجنبيا يعيش في اليونان وينظر للأمور بشكل موضوعي، فهو يعتقد أن ثمة إمكانات كبيرة للتعاون المستقبلي بين الصين واليونان ويقترح أن ينظر الشعب الصيني فيما وراء الصعوبات الاقتصادية الحالية التي تعيشها اليونان.