نيوييورك ـ أ ب
سيحاول رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء كندا اللذان يحلان الأربعاء ضيفين على الرئيس المكسيكي، اعطاء دفع لاتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا المبرمة قبل عشرين سنة، وهم يتطلعون جميعا من الناحية الاقتصادية الى قارة آسيا. ويستقبل الرئيس انريكي بينيا نييتو الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في مسقط رأسه في تولوكا (50 كلم غرب العاصمة المكسيكية) بولاية مكسيكو. وبعد ان طغت مسائل عنف عصابات تهريب المخدرات على اجندات القمم السابقة يتوقع ان يحاول بينيا نييتو تركيز اهتمام شريكيه على القضايا الاقتصادية في حين بدأت بعض الخلافات تظهر الى العلن بين الدول الثلاث الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة. ولم تهضم المكسيك رفض كندا انهاء اجراءات منح التأشيرة للمكسيكيين كما تطالب مكسيكو. من جانبها تحث الحكومة الكندية الولايات المتحدة على اتخاذ قرار بشان انبوب النفط كايستون اكس ال، وهو مشروع خلافي من شانه ان يسمح بنقل النفط الاميركي من كندا الى تكساس، في ملف يلقى معارضة المدافعين عن البيئة. لكن يتوقع ان تركز المباحثات بين البلدان الثلاث على طريقة تحسين اداء الدول اثلاث التي تمثل تقريبا ثلث اجمالي الناتج الداخلي العالمي. ويرى المسؤولون ان قدراتها مرتبطة الان بتطوير اتفاقية تجارية مع الدول الاسيوية ، يطلق عليها اسم الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ. وقال نائب وزير الخارجية المكسيكي سيرخيو الكوسي ان "المباحثات تجري عبر الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ لتشمل المواضيع التي لم يتناولها الاتفاق قبل عشرين سنة". واعتبر مسؤولون اميركيون ان الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ قد تدفع بالشركاء الاميركيين الى ايجاد اتفاق حول معايير العمل والبيئة التي لم ترد في اطار اتفاقية التجارة الحرة. واقر مسوؤل أميركي طالبا عدم ذكر اسمه بان "انتقادات كانت في الماضي حول مواضيع لم تتطرق اليها الاتفاقية" مؤكدا ان "الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ تهدف جزئيا الى تفادي تلك الثغرات". ويشمل المشروع عبر المحيط بلدان الاتفاقية الحرة الثلاث واستراليا وبروناي وتشيلي واليابان وماليزيا ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام في مجموعة تمثل نحو 40% من الاقتصاد العالمي. لكن لويس دي لا كايي، المفاوض المكسيكي السابق حول الاتفاقية قال "علينا ان نقول للولايات المتحدة وكندا انه رغم اهتمامهما بالشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ يجب علينا مواصلة تحسين ادارة الاتفاقية الحرة" لا سيما بالنسبة الى مرور الشاحنات عبر حدود الولايات المتحدة والمكسيك. واعتبر بينيا نييتو ان قمة تولوكا ستكون فرصة لابراز الاصلاحات الهامة المنجزة خلال السنة الاولى من ولايته وخصوصا انفتاح قطاع النفط المكسيكي على كبرى الشركات النفطية. واعتبر دونكان وود مدير معهد المكسيك في وليسون سنتر، الذي يضم مجموعة من الخبراء في واشنطن ان "ما سنراه هو تضافر قوى اميركا الشمالية بسبب نجاح المكسيك الكبير في انجاز برنامجها للاصلاح". واضاف ان "المكسيك ستكون في الامام والوسط" و"هذه هي حكاية النجاح في الوقت الراهن".