افتتح الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام أمس المركز الأميركي التجاري الإقليمي بمدينة اكسبو بمشاركة أكثر من 40 شركة أميركية جديدة لعرض منتجاتها وخدماتها في معرض الصناعات الأميركية، الذي أقيم في المركز وشمل مختلف القطاعات.حضر حفل الافتتاح أحمد المدفع رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومايكل كوربن سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة وجهاد شيخ سليمان الرئيس التنفيذي للمركز الأميركي التجاري الإقليمي وروبرت وولر القنصل العام الأميركي إلى جانب عدد من مسؤولي ورجال ومجلس الأعمال الأميركي في دبي وأعضاء غرفة الأعمال الأميركية بأبوظبي والإمارات الباقية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء ومديري الدوائر والمؤسسات الحكومية.وقام الشيخ سلطان والحضور بعد قص الشريط إيذانا بافتتاح المركز، بجولة تفقدية في مختلف الأجنحة والأقسام التي يضمها المركز، حيث اطلع على محتويات ومنتجات المؤسسات المشاركة بالمعرض. وأشاد الشيخ سلطان عقب الجولة بما تحتويه تلك الأجنحة من منتجات ذات جودة عالية، معربا عن أمله في إقامة مزيد من المعارض التجارية في المركز والسعي إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الامارات وأميركا والاستفادة من الخبرات الأميركية في تنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة.وقال السفير الأميركي في مؤتمر صحفي إن افتتاح هذا المركز مهم حيث سيعمل على عرض الكثير من المنتجات الأميركية، مؤكدا أن دولة الإمارات استطاعت أن تحقق نموا هائلا خلال العقود القليلة الماضية لتصبح مركزا إقليميا وعالميا للأعمال من خلال تهيئة بيئة متينة وخصبة للأعمال والاستثمار في البنية التحتية معتمدة على المعايير العالمية بالإضافة إلى تبني استراتيجية تنويع الموارد الاقتصادية.وأشار إلى التزام الولايات المتحدة بدعم الشركات الأميركية الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال لتأسيس مشاريعهم وتنمية أعمالهم، معربا عن تطلعه إلى بدء العمل والتعاون مع المركز الأميركي التجاري الإقليمي لتحقيق هذا الهدف.بدوره، قال احمد المدفع رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة إن افتتاح المركز الأميركي الإقليمي التجاري في الشارقة سيصبح وسيلة جديدة ذات قيمة مضافة في دفع مسيرة العلاقات المشتركة التي تجمع بين بلدينا الصديقين قيادة وحكومة وشعبا قدما الى الأمام بخطوات واثقة تساهم في إنجاح فعاليات قطاع الأعمال الخاص على كافة الصعد وفي جميع المجالات، مشيرا إلى أن تأسيس المركز الأميركي إنما يمثل ثمرة جهود مشتركة حظيت برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبدعم سخي من سموه في تخصيص أراضي مدينة اكسبو الشارقة لإقامة المراكز التجارية الدائمة للدول الشقيقة والصديقة في ظل متابعة حثيثة ومساندة قوية من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة عززتها التسهيلات والخدمات التي تقدمها الدوائر الحكومية لإنجاح تلك المراكز الهامة.وأضاف أن دولة الامارات عامة وإمارة الشارقة خاصة تتمتعان ببيئة جاذبة للاستثمارات تتوفر فيها مجموعة من الضمانات والحوافز والتسهيلات المتنوعة وتعكس مناخا استثماريا يواكب نهج العمل بسياسة الاقتصاد الحر في ظل تعدد فرص الاستثمار المجدية والناجحة التي تمتد أيضا الى أسواق المنطقة ولا سميا في دول مجلس التعاون الخليجي والعديد من الدول الآسيوية والأفريقية، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر الشريك الاقتصادي والتجاري الرئيسي والأساسي الذي لديها من الخبرات والإمكانات والمقومات التي تعزز جهود الارتقاء بالعلاقات وتوسيع الشراكة في القطاعات التجارية والصناعية والتقنية خاصة فرص الاستفادة من التجارب الفنية والخبرات الاستشارية الناجحة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسط الى جانب الإسهام في تعزيز التعاون المشترك الممتد إلى القطاعات الثقافية والتعليمية والأكاديمية، لا سيما في ظل الدور الإيجابي الذي تلعبه الجامعة الأميركية في الشارقة برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومن هنا تبرز أهمية ودور المركز الاميركي المأمول في العمل بخطط وبرامج واعدة تسهم في تقديم الخدمات وتنظيم المعارض والملتقيات والمشاركة في الأحداث بوفود اقتصادية الى جانب فتح قنوات اتصال مع الشركات والمؤسسات والهيئات، خاصة مع أعضاء غرف التجارة والصناعة ومجالس الأعمال ووكالات التنمية والتجارة وكافة الجهات الاستشارية والخدمية لتوسيع أفاق هذا التعاون المشترك وبالتالي تهيئة السبل والوسائل الكفيلة بإحداث نقلة نوعية قوية لزيادة ومضاعفة الشراكة الإماراتية الأميركية انطلاقاً من الشارقة التي ترحب من خلال دوائرها الحكومية وبتنسيق فاعل مع الغرفة بالإسهام في دعم جهود واعمال وانشطة المركز الاميركي. وأكد المدفع أن دولة الامارات استطاعت تخطي انعكاسات الأزمة المالية العالمية على اقتصادها الوطني وقطاعاتها الرئيسية بخطوات عملية واجراءات احترازية ناجحة في الوقت الذي نقدر معها ونثمن قيمة الجهود الأميركية المتواصلة والفاعلة في التصدي لهذه الأزمة وتداعياتها لتأكيد قوة ومكانة الاقتصاد الأميركي الإيجابية في ديناميكية حرية التجارة والاستثمار العالمية والتي نأمل ان تمتد لمواصلة دور الوكالات المتخصصة المعنية بدعم وحفز الشركات والمؤسسات الأميركية للتواجد بأنشطتها وخدماتها في الامارات والمساهمة في تطوير القطاعات الاقتصادية وبخاصة قطاعات الصحة والتعليم والسياحة وتقنية المعلومات وذلك عبر نشاط المركز الأميركي التجاري الإقليمي الذي يجب أن يحظى بدعم ومساندة حكومية ومن الجهات الأميركية المختصة لتحقيق أهدافها المأمولة. ودعا المدفع فعاليات القطاع الخاص الإماراتي للاستفادة من خدمات المركز في ظل تواصل جهود البعثات الدبلوماسية لتسهيل استخراج تأشيرات الدخول وتبادل زيارات الوفود الاقتصادية ورجال الأعمال لفتح قنوات الاتصال المباشر لبناء شراكة أستثمارية مجدية للجانبين دون أي معوقات أو صعوبات مشيرا الى ان حجم التبادل بين البلدين وصل الى 18 مليار دولار ومن المتوقع أن يصل الى 20 مليارا خلال العامين القادمين.من جانبه، قال جهاد شيخ سليمان الرئيس التنفيذي للمركز الاميركي التجاري والإقليمي إن اقامة المركز في الشارقة يهدف إلى تسهيل الأعمال والتجارة والتعليم والتفاهم الثقافي بين الولايات المتحدة الأميركية والإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك لتوفيره امكانيات وموارد لتسهيل الأعمال حيث تشمل هذه الإمكانيات مساحة مخصصة للمعارض وحلول خدماتية متكاملة وخدمات استشارية للأخذ بيد الشركات الجديدة في السوق من مرحلة طرح الأفكار إلى إنجاز العقود التجارية.ووجه الشكر والتقدير لغرفة تجارة وصناعة الشارقة على دعمها المتواصل للمركز، مشيرا إلى أن الشركات الأميركية المشاركة في المعرض والتي تجاوزت 40 شركة جديدة رائدة تشمل منتجاتها مختلف القطاعات مثل الطاقة والموارد المتجددة والإنشاءات والصناعة والسيارات والخدمات فضلا عن العلامات التجارية المتميزة في تجارة التجزئة الفاخرة وسوق الضيافة.وأكد أن دولة الإمارات تعد السوق الأكبر لتصدير المنتجات الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وانه من المؤكد أن المركز الأميركي التجاري الإقليمي سيلعب دورا رئيسيا في النجاح بتأسيس الشركات الأميركية الجديدة في المنطقة كما سيساهم بزيادة حركة الاستيراد والتصدير بين الإمارات واميركا بالإضافة إلى زيادة فرص العمل في كل من البلدين من خلال توفير أفضل الحلول المدروسة للشركات الأميركية الجديدة، مشيرا إلى أن المركز يعزز من أهداف المبادرة الوطنية للتصدير التي أطلقتها الحكومة الأميركية والتي تسعى إلى مضاعفة صادرات الولايات المتحدة بحلول عام 2015.وقال انه وفقا لصندوق النقد الدولي فإن ما يقرب من 87٪ من النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة سيتم خارج الولايات المتحدة ويأتي الكثير من هذا النمو من الأسواق الناشئة مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث ينمو عدد السكان وعدد المستهلكين الذين ستمتعون بقوة شرائية أكبر وان المركز سيلعب دورا محوريا في السماح للشركات الأميركية بالاستفادة من الفرص الناشئة في المنطقة وسيشكل عصب تجارة الولايات المتحدة وأنشطتها التصديرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر توفير الدعم للأعمال التجارية المتكاملة وتسهيل نجاح ونمو الشركات الأميركية في هذه السوق الاستراتيجية الهامة.