الرياض ـ وكالات
ترى هل يمكن – تجارياً- استغلال العاطفة في عمليات التسويق لتلك المنتجات، وأن يبالغ التجار في رفع أسعارها متكئين على كونها سلعاً أساسية لا يمكن للآباء والأمهات التراجع عن شرائها لأنها تمس حياة فلذات أكبادهم ؟ وإلى أي حد العاطفة مؤثرة فعلاً في قرار الشراء في مستلزمات الأطفال لدى المستهلك؟ د. محمد العوض أستاذ التسويق بجامعة الملك سعود قال إن العاطفة في الغالب تستغل في أمور كثيرة في الحياة، وقال إن عملية شراء سلعة ما تتم تحت تأثير قناعة بتلك السلعة، وعملية الشراء تلك تشبع لدى المتسوق حاجتين، الحاجة الحقيقية لتلك السلعة، والحاجة العاطفية، مؤكداً أن الحاجة العاطفية هي تحديد علامة تجارية بعينها في السلع، مما يجعله اشترى سلعة ولكنه حدد نوعاً متميزاً، بينما قد تكون سلعة ليست بمستوى التي اختارها تتفوق عليها من حيث الجودة أو سهولة الاستخدام مثلاً، لكنه أراد إشباع عاطفته أثناء عملية الشراء. وقال د. العوض إن ذلك ينطبق على سلع الأطفال، خاصة الحرص على صحتهم، وعلى أن يحظوا بأفضل المنتجات الموثوقة وذلك نظراً لطغيان العاطفة في هذه المسألة. وشدد على أن الاستفادة من عاطفة الآباء أثناء عملية التسويق لمستلزمات الأطفال ليس بالضرورة استغلالا، بقدر ما هو استفادة من تلك العاطفة وذلك الاستعداد من قبل أولئك الآباء والأمهات للدفع أعلى في سبيل توفير سلع يرون أنها الأفضل حرصاً على حياة وصحة أطفالهم. وحول سؤال عن مدى مراهنة الشركات على تأثير العاطفة لدى الآباء، وأنها ستدفعهم حتماً للشراء خاصة في السلع الأساسية للأطفال بالرغم من ارتفاع أسعارها، قال د. العوض إن ذلك يحدث بالفعل، وشدد على أن المراهنة على العاطفة هو أمر معروف وموجود في عمليات التسويق والترويج. ودعا المستهلكين إلى ما أسماه القرار الراشد أثناء شراء السلع، وتقييمها بشكل يتحرر من العاطفة، ويركز على جودة السلعة ومناسبتها من حيث الجودة والمأمونية والسعر معاً.