الأسواق العالمية قلقة للغاية بسبب الاضطرابات التى تهدد قناة السويس، أهم ممر ملاحى لتجارة النفط فى العالم، بحسب ما نقلته إذاعة فرنسا، أمس الأحد، على خلفية الأحداث الدامية التى تشهدها مدن القناة منذ السبت الماضى. وبرغم تأكيدات هيئة قناة السويس على استقرار حركة الملاحة فى قناة السويس وعدم تأثرها، إلا أن الاذاعة الفرنسية حذرت من تأثير استمرار التوتر الحادث على ضفاف قناة السويس على الاقتصاد العالمى. "الأحداث الجارية لا تتعدى كونها اضطرابات طبيعية نتيجة للمرحلة الانتقالية، وبرغم الأحداث الدامية، إلا أن الشعب المصرى على دراية كبيرة بأهمية قناة السويس بالنسبة لمصر ولن يقترب منها، والأهم من ذلك أن المجرى الملاحى مؤمن بصورة قوية من قبل الجيش المصرى"، تقول عالية ممدوح، محللة الاقتصاد، فى سى. آى كابيتال. وتستبعد ممدوح قيام أى من الدول العالمية، التى تمر بقناة السويس، بالبحث عن بديل آخر لنقل بضائعها عير قناة السويس، فـ«القناة توفر لهم كثيرا من تكلفة النقل من حيث قصر المسافة»، بحسب قولها، مدللة على كلامها بعدم قيام أى من الدول بالبحث عن بديل آخر وقت أحداث القرصنة. وقد مر بقناة السويس مجموع 44 سفينة يوم السبت الماضى، برغم أحداث العنف، وهو متوسط يومى طبيعى، «هذا دليل على أن التجارة العالمية تحتفظ بنفس معدلاتها اليومية رغم الأحداث»، تبعا للمحللة. وتتوقع ممدوح عدم تأثير الأحداث على إيرادات قناة السويس لشهر يناير، و"أى تأثير سلبى سيكون نتيجة لضعف التجارة العالمية ولن يكون له علاقة بالأحداث". وتعد قناة السويس من أهم مصادر العملة الصعبة والدخل القومى فى مصر حيث تدر دخلا سنويا يزيد على 5 مليارات دولار، وبلغت إيراداتها فى شهر ديسمبر الماضى 424.6 مليون دولار. ولم يستبعد المحللون الدوليون زيادة أسعار النفط على خلفية الاضطرابات حول القناة، فضلا عن عدم الاستقرار فى العراق وإيران وليبيا ونيجيريا وفنزويلا. «زيادة أسعار النفط لن تكون بسبب الاضطرابات الحالية، وإنما نتيجة ضعف حركة التجارة العالمية، والاضطرابات فى الدول المصدرة للنفط وهذا ليس جديدا»، تقول محللة الاقتصاد فى سى. آى كابيتال. وكانت إحدى السفن العابرة فى القناة قد عبرت للسلطات المصرية عن انزعاجها من إطلاق النار أثناء مرورها قرب مدينة السويس، إلا أنها لم تفد بتعرض السفينة لأى نوع من الضرر على خلفية أعمال العنف فى مدينة السويس