بكين ـ وكالات
أضحى ملايين المستهلكين الصينيين يتجاهلون الأسماء التجارية الدولية الشهيرة ويتوجهون إلى شراء هواتف ذكية محلية من متاجر منتشرة في الصين مثل شركة جيوني الصينية، وهم بذلك يحرمون سامسونغ وابل وغيرهما من السيطرة على السوق المحلية في الوقت الذي تتزايد فيه مبيعات الهواتف الذكية الصينية في الصين التي سبقت الولايات المتحدة كأكبر سوق في العالم للهواتف الذكية. وتفيد بيانات من ستراتيجي آناليتيكس بأنه تم توريد 23,9 مليون هاتف ذكي في الصين خلال الربع الثالث من العام الماضي متخطية للمرة الأولى الولايات المتحدة التي بيعت فيها 23,3 مليون جهاز. وخلال الربع الثالث من عام 2012 بيع 38,5 مليون هاتف ذكي في الصين مقارنة بما بلغ 26,7 مليون جهاز في الولايات المتحدة. وقالت ساندي شين رئيس قسم بحوث المستهلك في مؤسسة جارتنر البحثية في شنغهاي: “اجتذبت الأسماء التجارية الصينية أكثر من نصف سوق الهواتف الذكية الصينية هذا العام وينتظر أن تتزايد هذه الحصة بصورة مطردة”. ورغم أن الهواتف الذكية تشكل الآن نحو نصف توريدات الهواتف المحمولة الصينية فإن أقل من 30% من جميع الهواتف المستخدمة هي من الهواتف الذكية. وقالت شين: “كل من يستطيع شراء نوع غال من الهواتف الذكية (وهو القطاع الذي تركز عليه الشركات الأجنبية) لديه أصلاً هاتف ذكي، والآن ما يحرك السوق هو الطلب على الهواتف الذكية متوسطة المستوى والعادية. يأتي هذا الطلب من عامة الناس الصينيين من البلدات الصغيرة أو أقاليم الأرياف الذين يبحثون عن هاتف ذكي ثمنه 1500 ريمنبي (240 دولاراً) أو أقل. نما هذا السلوك الاستهلاكي المتغير، فعلى سبيل المثال زادت حصة لينوفو (ثاني أكبر تاجر أجهرة كمبيوتر شخصية في العالم) في سوق الهواتف الذكية في الصين من 1,7% في الربع الثالث من عام 2011 إلى 14,8% في ذات الفترة من هذا العام متخطية آبل ومقتربة من سامسونج المتربعة حالياً على المركز الأول. وتتوقع جارتنر أن تقفز لينوفو إلى المركز الأول في الصين في العام المقبل. يذكر أن حصة جيوني في سوق الهواتف الذكية زادت من 1,5% في الربع الأول من هذا العام إلى 4,7% في الربع الثالث متجاوزة اتش تي سي التايوانية. وتراجعت حصة سامسونج في سوق الهواتف الذكية الصينية إلى 16,7% في الربع الثالث من هذا العام من 24,3% في الربع الأخير من عام 2011، بحسب جارتنر. وقال مارك نيومان المحلل في سانفورد سي برنشتاين الذي كان يعمل في سامسونج إن صغر حصة الأجهزة العادية في السوق الصينية لايعد ضربة أليمة لسامسونج نظراً لقوتها في فئة الأجهزة الراقية الغالية. غير أن لي جاو هيولو المحلل في دايوا سكيوريتيز في سيؤول أشار إلى أنه من المنتظر أن تقل حصة سامسونج السوقية في الصين. وقال: “في غير مقدور سامسونج أن تنافس في سوق الهواتف الذكية العادية بسبب أن أقل هواتفها الذكية سعراً لا يزال أعلى من 100 دولار”. يذكر أن هناك شركات صينية تقدم هواتف ذكية الآن بسعر يقل عن 400 ريمنبي. وقال محللون إن ذلك ربما يشكل صعوبة لربحية سامسونج لو بدأ مستهلكون في أسواق ناشئة أخرى يفضلون هواتف ذكية من الفئة ذات السعر المنخفض. تواجه آبل مشكلة أكبر في الصين بالنظر إلى افتقارها التام إلى فئة الهواتف الذكية الرخيصة. وتراجعت حصة آبل في سوق الهواتف الذكية الصينية من 12,3% في الربع الثاني من هذا العام إلى 7% في الربع الثالث حسب جارتنر. حتى الآن لدى الأسماء التجارية الصينية زد تي إي وهواوي وكولباد ولينوفو أكبر التوريدات المحلية عدداً. ورغم اعتماد هواوي وزد تي إي وكولباد في المقام الأول على مبيعات المشغل المدعمة، فإن لينوفو تعتبر الأكثر قدرة على التوسع والانتشار. وقالت شين: “تتميز محفظة منتجات لينوفو بتنوعها وتوازنها فهي تشمل الفئات العليا والمتوسطة والدنيا من الهواتف الذكية واسمها التجاري الآن مدوٍ ولها قنوات توزيع تغطي كافة أنحاء الصين مدعومة إلى حد كبير بنشاطها في مجال أجهزة الكمبيوتر الشخصية”. غير أن هناك جيلاً كاملاً متسارع النمو من الأسماء التجارية الأصغر الأخرى مثل جيوني، مدعوماً بشركة ميدياتك التايوانية المتخصصة في تصنيع الرقائق منخفضة التكلفة. وقال أحد المحللين المتمركزين في تايبيه: “تأخذ الشركات المحلية في زيادة منتجاتها مختلفة الأسعار على نحو سريع عن طريق استخدام حلول ميدياتك”. وأضاف: “من المنتظر أن تشهد الأشهر الستة المقبلة مزيداً من التنافس بين الشركات المحلية الصينية من جهة وبينها وبين الشركات الأجنبية من جهة أخرى”.