قالت غلايدا لان التي تتولى إدارة الدائرة المستديرة لخبراء للطاقة في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) في لندن، إن المملكة العربية السعودية تستطيع توفير ما يكافئ 238 مليون برميل نفط سنويا وهو ما يعادل 23.8 مليار دولار سنويا بحساب سعر 100 دولار للبرميل من خلال تنفيذ برنامج ترشيد الطاقة الذي يهدف إلى رفع كفاءة استهلاك الكهرباء وإدخال بدائل الطاقة المتجددة والنظيفة لتوليد الطاقة لتحل مكان توليد الكهرباء من النفط. ويرأس الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول الثروة المعدنية اللجنة المشرفة على البرنامج الوطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في المملكة. وقالت الباحثة غلايدا لان في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط إن تقديرات توفير 230 مليون برميل سنويا مبنية على أساس دراسة بحثية ستصدر قريبا مستوحاة من النمو الاستهلاكي للطاقة في السعودية يجريها «تشاتام هاوس» حول ترشيد الطاقة في المملكة العربية السعودية. وأضافت أنها مبنية على افتراض تطبيق المملكة للوائح التنظيمية لمعايير العزل الحراري في 30 في المائة من المباني القائمة والمباني الجديدة وفي الأجهزة الكهربائية والمكيفات وكذلك إجبار الشركات على بيع المكيفات والأجهزة الكهربائية الخاصة بكفاءة استهلاك الطاقة فقط في الأسواق السعودية في عام 2025. وقالت غلايدا لان إنها تتابع وتثمن البرنامج الطموح الذي تعكف السعودية على تنفيذه لترشيد الطاقة، مشيرة إلى أن كفاءة الاستهلاك المحلي أصبحت على أجندة أعلى مستويات الدولة في السعودية ولكن تبقى تحديات ترجمة هذه الأهداف السامية إلى واقع ملموس، متوقعة أن تعلن السعودية خلال العام الحالي برنامجا شاملا لترشيد الطاقة. وقالت إذا حدث ذلك فإنه سيكون البرنامج الأول من نوعه في كفاءة استهلاك الطاقة بمنطقة الخليج، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية تأخذ مسألة الاقتصاد في الاستهلاك المحلي للنفط والغاز بجدية كبيرة لأن النفط يشكل النمو الاقتصادي بالمملكة. وأشارت إلى أن التقدم الذي حدث في كفاءة استخدام الطاقة في أوروبا أظهر أن ذلك تطلب تعاونا بين المؤسسات الحكومية المختلفة والمواطنين في التقيد بإجراءات الترشيد وحصد الفوائد. وحسب التقديرات الرسمية السعودية فإن السعودية تستهلك نحو 2.5 مليون برميل نفط يوميا في توليد الطاقة. وكانت شركة أرامكو قد حذرت من سرعة النمو الاستهلاكي النفطي في توليد الكهرباء. وتعكف الباحثة غلايدا لان حاليا على إعداد دراسة حول كفاءة استخدام الطاقة في السعودية ستصدر قريبا. إلى ذلك، قال مصرف ميريل لينش بنك أميركا الاستثماري الأميركي في تقريره الصادر الأسبوع الماضي إن استهلاك دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للنفط في توليد الطاقة يعد الأسرع نموا بين دول العالم. وحسب التقرير فإن استهلاك النفط في توليد الطاقة بالمنطقة العربية نما بنحو 250 ألف برميل يوميا في المتوسط وبنسبة بلغت 4.1 في المائة سنويا، وبهذه النسبة في النمو الاستهلاكي للنفط في توليد الكهرباء تصبح منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بعد الصين، ولاحظ المصرف الاستثماري الأميركي أن نمو الاستهلاك النفطي في السعودية لتوليد الطاقة ينافس ويتفوق على دول مثل الهند والبرازيل وروسيا. وحسب التقرير فإن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت تستهلك 8.3 في المائة من إجمالي الطلب العالمي على النفط رغم أن إجمالي ناتجها المحلي لا يزيد على 3.0 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي وهو أكبر من دول ناشئة حققت نموا اقتصاديا سريعا.