أظهرت دراسة صادرة عن لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي ان التوقعات تشير إلى أن النمو سيتراجع تدريجيا في المنطقة العربية عام 2013 . ورأى كبير الاقتصاديين في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب اسيا "الإسكوا" عبدالله الدردري "أن آفاق النمو المتواضعة لبلدان آسيا والمحيط الهادئ سوف تؤثر على الاقتصادات العربية من خلال الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين هذه الأقاليم، والتي أصبحت مصيرية بالنسبة الى التنمية في المنطقة العربية". وقال في مناسبة إطلاق الدراسة الرئيسية الصادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك - تايلند لسنة 2013، والتي حملت عنوان "تطلعات سياسات الاقتصاد الكلي من أجل التنمية الشاملة والمستدامة" إن التوقعات تشير إلى أن "النمو في المنطقة العربية سيتراجع تدريجيا سنة 2013، ومن المتوقع أن يختفي الطلب القوي على الموارد الطبيعية في المستقبل القريب". وأضاف "إن انتعاش النمو المتواضع في الصين والهند يمكن أن يؤثر إيجابا على المنطقة العربية، بحيث أنها تمثل منفذا لتوسيع الروابط الاجتماعية والاقتصادية في هاتين المنطقتين". ووفقا لتقديرات الإسكوا، فإن إجمالي صادرات الاقتصادات العربية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد ارتفع بنسبة 12 في المئة، أي ما يعادل 638 مليار دولار تقريبا عام 2012، في حين ارتفعت قيمة الواردات بنسبة 15 في المئة، أي بنحو 291 مليار دولار". وقال الدردري إنه بذلك "تبقى منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر مقصد لصادرات دول مجلس التعاون الخليجي وموريتانيا والسودان واليمن، كما تتمثل الروابط الاقتصادية بين هذه الأقاليم أيضا في مجالات الاستثمار الأجنبي المباشر والتمويل الإسلامي". وأضاف "إن دينامية العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تؤثر مباشرة على أسواق العمل في المنطقة العربية، باعتبار أن جزءا كبيرا من العمال الأجانب الموجودين في دول مجلس التعاون الخليجي هم من منطقة آسيا والمحيط الهادئ". ووفق دراسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، يقدر أن تسجل الصين زيادة معتدلة في النمو من 7.8 في المئة عام 2012 إلى 8 في المئة، في حين أنه من المتوقع أن يتحسن النمو في الهند عن العام الماضي من نسبة 5 في المئة إلى 6.4 في المئة عام 2013. وتشير توقعات الدراسة إلى أن اقتصادات آسيا والمحيط الهادي ستشهد نموا ملحوظا في عام 2013 بعد التباطؤ الحاد في العام السابق الناجم عن التأثر بالعوامل الخارجية.