كشفت دراسة قام بها بنك "إتش إس بي سي" حول مستقبل صندوق التقاعد تصاعد المخاوف حيال فترة التقاعد بالنسبة للمقيمين في الإمارات، حيث أظهر المسح أن 89 % ممن شملهم المسح غير قادرين على وصف ادخاراتهم الحالية بـ"أكثر من مناسبة" لمستقبلهم، بالمقارنة مع نسبة 51 % في دراسة 2009 و40 % في الدراسة التي قام بها البنك في 2011. كما أقّر أكثر من النصف انّهم يخافون مواجهة ضائقة مالية خلال فترة تقاعدهم. وأشارت الدراسة التي شملت 1000 من عملاء "إتش إس بي سي" في الإمارات، أنّ 46 % من المقيمين لا يزالون يجدون عوائق تمنعهم من الادخار بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع مصاريف المعيشة اليومية في الدولة. وتتفاوت الأسباب الأخرى الaتي تمّ ذكرها بين النقص في خطط التقاعد لغير الإماراتيين وعدم فهم معنى الادخار والاستثمار وأهميّتهما بشكل جيدّ. وذكرت الدراسة أن 59 % من المقيمين في الدولة لم يقوموا نهائياً بالتوفير لخريف أعمارهم. وأظهرت الدراسة كذلك أن معدل عمر تفكير الفرد في الادخار في الدولة هو الأعلى ويبدأ من عمر الثلاثين سنة، بالمقارنة مع نسبة 25 عاماً في بريطانيا و26 عاماً في الولايات المتحدة و28 عاماً في مصر. وقال رئيس الفروع والخدمات المالية الشخصية في بنك إتش إس بي سي" الإمارات مصطفى رمزي خلال لقاء صحفي في دبي أمس أنه من المنطقي إعطاء الأولوية للاحتياجات والمتطلّبات الملحّة عوضاً عن التفكير بالصحة المالية على الأمد الطويل، ولكنّ "فجوات الادخار" هذه التي تحصل نتيجة للنقص في التحضير المالي يمكن أن توازي فجوات خطيرة في ادخار الأفراد للتقاعد على الأمد الطويل ولاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار نموّ الفائدة والاستثمار. وعلّق غيفورد ناكاجيما، رئيس قسم تطوير الثروات الإقليمية ، في البنك قائلاً: على الأفراد أن يدركوا أنّ سنة واحدة أو اثنتين بدون أيّ ادّخار يمكن أن توثّر بشكل كبير في دخلهم خلال فترة التقاعد. فاتّباع خطّة مالية، والبدء بادّخار مبلغ ما، مهما كان صغيراً، وفي أقرب وقت ممكن يمكن أن يحقق فارقاً كبيراً في دخل التقاعد على الأمد الطويل. ومع ازدياد متوسّط العمر المتوقّع، على الأفراد أن يدركوا كم ستدوم أموالهم المدّخرة حتى لا يقعوا في ضائقة مالية جدية حيث لن تعود أموالهم كافية. وبالتالي، يشكّل تطوير خطّة مالية بمساعدة مستشار مالي محترف فرصة لمساعدتهم على تغطية مختلف الأحداث الممكن حصولها، والتعرّف إلى احتياجاتهم خلال التقاعد، وتفادي أيّ فجوات.