بالرغم من قسوة الحياة وصعوبتها في ظل دولة فلسطينية مستعمرة من احتلال إسرائيلي غاشم..استطاع أن يستكمل مسيرته ولم يفقد الأمل في إمكانية أن يزول هذا الاحتلال، وأن يبني بعلمه أسوار من الأمل لأبناء أمته، حيث استطاع العالم الفلسطيني فايز إبراهيم أبو ميري، الذي يعيش بدير البلح بوسط قطاع غزة، أن يفكر في مشروع لفلسطين ومصر والعالم العربي أجمع، وهو مشروع مكافحة التصحر وتوفير الغذاء بزراعة شجر الجميز. اليوم أصبح لشجر الجميز قيمة رغم أننا نعتقد أنه أردأ أنواع الأشجار وأقلها سعراً، ولكن مشروع أبو ميري جعل له قيمة آخري، حيث توصل إلي نتائج علمية موثقة أكد خلالها أن شجرة "الجميز البلمي" المزروع منها في فلسطين تحتوي علي عناصر غذائية هامة للإنسان والحيوان، وتعتبر ثروة نباتية لإقامة المراعي ومحاربة ظاهرة التصحر والفقر. وأكد أبو ميري، أن مشواره البحثي بدأ في عام 1979م أثناء زيارة قام بها إلي أحد أقاربه في فلسطين، فقد شاهد خروفاً يفلت من صاحبه ويندفع بسرعة لالتهام ورق شجرة الجميز، وهو ما دفعه للتفكير في سر هذه الشجرة وقدرتها علي الصمود رغم قلة الماء. وأشار إلي أنه أخذ عينة من هذه الشجرة، التي تكثر زراعتها في النوبة وجنوب الجزيرة العربية وأرسلها إلي معهد هاملن، أشهر المعاهد العلمية في ألمانيا، حيث جاءت النتائج مذهلة، فقد تبين أن ثمرة الجميز تتوفر بها كافة العناصر الغذائية، خاصة أنها تحتوي علي مادة الزنك التي تساعد علي تقوية الجهاز المناعي للإنسان، ولديها القدرة علي معالجة فقدان الشهية والتئام الجروح. وأوضح أن مشروعه، المسجل برقم 687/ م ط وزارة الإعلام دائرة المطبوعات والنشر، كشف أيضا أنه في حالة زراعة أشجار الجميز بشكل كثيف في مصر والعالم العربي، فهو يوفر إنتاج ثروة حيوانية وفيرة لأن الأعلاف ستكون متواجدة للحيوانات مجاناُ، كما أن زراعة هذه الغابات ستساعد علي تساقط الأمطار في الشتاء وبذلك تحل مشاكل التصحر . وأشار إلي أن هذه الشجرة لا تحتاج إلي مياه إلا في الفترة الأولية من زراعتها وبعد ذلك تقهر الصحراء وتصبح كالجبل، كما أنها تحسن صفات التربة الفيزيائية والكيميائية، وفي حالة انتشار زراعة هذه الأشجار فإن ذلك يساعد علي زراعة محاصيل أخري. وعن الأهمية الاقتصادية لهذه الشجرة، تحدث أبو ميري قائلا: إن ثمار الجميز ذات قيمة غذائية كبيرة، وأوراقه غذاء للحيوانات ويمكن تصنيعها كسماد، بالإضافة إلي وفرة مادة الزنك التي تساعد علي تقوية الجهاز المناعي للإنسان، ضخامة شجرة الجميز توفر كميات كبيرة من الأخشاب. يذكر أن شجرة الجميز قد استظلت تحتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها بمصر، وتوجد بكنيسة مريم بالقاهرة، حيث يرتادها آلاف السائحين بشكل دائم.