تونس _ سانا
ناقش المشاركون في ورشة العمل التي يقيمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد في تونس اليوم طرق نشر تقانات حصاد المياه في الدول العربية و ظاهرة التصحر وتأثيراتها السلبية على الأراضي الزراعية وأهمية استخدام التقانات الحديثة مثل نظم المعلومات لتحقيق الاستخدام الأفضل لموارد المياه السطحية في الدول العربية.
ولفت وزير الفلاحة التونسية سعد الصديق في افتتاح الورشة التي يشارك فيها 41 خبيراً من 14 دولة عربية من بينها سورية إلى جهود أكساد من خلال محطاته البحثية ومشاريعه وأنشطته في مختلف مجالات عمله وإسهاماته في تطوير الموارد الطبيعية والبشرية واستثمارها بالشكل الأمثل بما يعزز الأمن الغذائي العربي.
وأشار الصديق إلى أن مواجهة التحديات والمتغيرات المناخية الراهنة تتطلب من الجميع حكومات ومنظمات وهيئات وصناديق تمويل التدخل بمختلف السبل لتعزيز التنمية الزراعية في البلدان العربية الأكثر تأثراً وتضرراً والسعي لانتهاج سياسات زراعية فاعلة لتحسين الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي فيها.
وأشار المدير العام للمركز العربي أكساد الدكتور رفيق علي صالح الى أن التقديرات تشير إلى أن المساحة المتأثرة بالتصحر تبلغ نحو 976 مليون هكتار أي نحو 68 بالمئة من المساحة الإجمالية للوطن العربي وتبلغ المساحة المهددة بالتصحر نحو 287 مليون هكتار أي نحو 20 بالمئة من المساحة الإجمالية معظمها في دول المشرق العربي ثم في حوض النيل والقرن الإفريقي وهذا أدى إلى انخفاض مساحة المراعي في الوطن العربي من 510 ملايين هكتار إلى 311 مليون هكتار.
وبين صالح أن ندرة المياه العذبة أصبحت من أخطر المشاكل التي تعانيها منطقتنا العربية حيث لا يتوافر في أراضيها أكثر من 3 بالألف من مجمل الموارد المائية العذبة المتاحة في العالم وتقع 12 دولة تحت مستوى ندرة المياه والبالغة 500 متر مكعب للفرد سنوياً في حين تقترب خمس دول أخرى من عتبة الفقر المائي والبالغة 1000 متر مكعب للفرد سنوياً ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الأزمة في المستقبل ما يتطلب جهوداً كبيرة للتغلب على هذه التحديات.
ولفت إلى الاهتمام الخاص الذي أولاه المركز لظاهرة التصحر وتأثيراتها السلبية والبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الأحزمة الخضراء إلى جانب قيامه في السنوات الماضية وبالتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية والمنظمات الدولية بتنفيذ العديد من أنشطة حصاد مياه الأمطار في كل من الأردن والجزائر وسورية والسعودية والعراق ولبنان ومصر واليمن وذلك من خلال تنفيذه لبعض مشاريع مكافحة التصحر فيها والعمل على تنفيذ عدة مشاريع مع عدد من المؤسسات الأوروبية بهدف تعميق حالة المعرفة عن العلاقة بين الهاطل المطري والجريان السطحي وتطوير نموذج رياضي خاص بذلك.
وتهدف الورشة التي تستمر ثلاثة أيام إلى تقديم عروض تخصصية لنتائج عمل أكساد في الدول العربية وتجربته في مجال مكافحة التصحر وحصاد المياه والاطلاع على تجربة معهد المناطق القاحلة في مدنين واستعراض التجارب الوطنية في الدول العربية المشاركة في مجالات مكافحة التصحر وحصاد المياه والتوصل إلى مجموعة من التوصيات العملية حول سبل مكافحة التصحر وحصاد المياه في الدول العربية وخطط العمل المستقبلية.