دبي ــ وام
تعتبر موانئ دبي العالمية من أكبر اربع شركات إماراتية من حيث القيمة السوقية مدرجة في سوق الأوراق المالية. وتعد هذه الموانئ قصة نجاح رافقت نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إعلان قيام الاتحاد في مطلع السبعينات حتى باتت اليوم إحدى أكبر مشغلي الموانئ والمحطات البحرية في العالم مع أكثر من 65 ميناء ومحطة بحرية في 30 دولة تغطي جميع القارات على أن درة هذه الموانئ يبقى ميناء جبل علي في دبي والذي يعتبر أكبر ميناء على الإطلاق خارج شرق جنوب شرق آسيا وهو فخر لدولة الإمارات . وعرفت دبي تاريخيا بأنها مدينة التجّار وشهدت التجارة في خور دبي نمواً متواصلاً طيلة عقود حتى ظهرت الحاجة إلى بنية تحتية عصرية تمثّلت في بناء ميناء راشد الذي افتتحه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بعد أشهر قليلة من إعلان قيام دولة الاتحاد في ديسمبر من عام 1971 فكان الميناء الأحدث على سواحل الخليج العربي. وسرعان ما تم تطور الميناء من 11 رصيفا ليصل عدد أرصفته إلى 35 وليكون أول ميناء في المنطقة القادر على استقبال ومناولة السفن المحملة بالحاويات وقد أدى قربه من الأسواق التجارية إلى نجاحه الفوري كبوابة لدبي وتجارتها مع محيطها. وفي العام 1976 أعطى حاكم دبي آنذاك توجيهاته لإنجاز مشروع أكثر طموحاً تمثّل في بناء أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم في جبل علي بالاتجاه من العاصمة أبوظبي وكان الهدف من بنائه دعم عمليات التجارة والشحن في ميناء راشد الواقع في قلب المدينة وسرعان ما تم تغيير مفهوم الميناء الجديد على نحو أوسع ليشمل التنمية الصناعية المتمثلة بمشاريع رئيسية في مجالات الألمنيوم والغاز والخرسانات. وأدى إنشاء المنطقة الحرة حول الميناء في منتصف الثمانينات إلى تحويل جبل علي إلى مركز للشركات العالمية التي تسعى وراء أفضل المرافق والأسعار التنافسية والحرية في العمل كشركات "أوفشور". وتمتع ميناء جبل علي بإدارة مستقلة عن ميناء راشد حتى تمّ دمج إدارتي الميناءين في العام 1991 تحت ما عرف بسلطة موانئ دبي. وقام الميناءان للمرة الأولى معا بمناولة أكثر من مليون حاوية نمطية قياس 20 قدما في نفس العام.. وشهدت حركة الحاويات في ميناء جبل علي نموا فاقت نسبته الـ50 في المائة فيما سجل ميناء راشد نموا إضافيا نسبته 10 في المائة.. وساهم هذا الأداء في تبوّؤ موانئ دبي المرتبة 16 في قائمة موانئ الحاويات الأكثر نشاطاً في العالم. وفي سبتمبر 2005 تم دمج سلطة موانئ دبي مع الذراع الدولي موانئ دبي الدولية التي كانت تدير عددا من الموانئ خارج الدولة لتدخل الشركة الوليدة موانئ دبي العالمية نادي مشغلي الموانئ العالميين بعد استحواذها على شركة تشغيل الموانئ "بي آند أو" وسرعان ما أضافت إلى محفظتها المزيد من الموانئ لتصبح ثالث أكبر مشغل عالمي للموانئ والكبر من حيث التواجد الجغرافي حيث تمتلك حضوراً في جميع أصقاع العالم. وتضم محفظة أعمال موانئ دبي العالمية اليوم أكثر من 65 ميناء ومحطة بحرية موزعة على قارات العالم الست بما في ذلك المشاريع الجديدة قيد التطوير في كل من الهند وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. ويرتكز سجل النجاح المتين لموانئ دبي العالمية على حقيقة كونها الشريك المفضل للتجار وشركات الملاحة والشحن. وبتبنيها هذه المقاربة المرتكزة على العملاء تبني الشركة الرائدة على النموذج الناجح القائم على العلاقات الراسخة والمستوى المتفوق للخدمة في ميناء جبل علي والذي فاز بلقب "أفضل ميناء بحري في الشرق الأوسط" لـ19 عاماً على التوالي. ويجري الآن إضافة محطة جديدة للحاويات في ميناء جبل علي بطاقة استيعابية اربعة ملايين حاوية نمطية ترفع سعة الميناء إلى 19 مليون حاوية مع افتتاحها المرتقب في 2014. ويتمتع الميناء بتقنية متطورة للغاية فضلاً عن أكبر رافعات الرصيف وأكثرها كفاءة ويمكن للميناء الذي يتمتع بغاطس بعمق 17 متراً لاستقبال أكبر السفن في العالم. واحتفلت موانئ دبي العالمية هذا العام بإنجاز نوعي في تاريخها تمثل بمناولة الحاوية رقم 100 مليون عبر محطاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عشر سنوات. وتم تحقيق هذا الرقم القياسي في الفترة الممتدة ما بين يناير 2003 ويناير 2013. ويعد جبل علي الميناء المحوري لتجارة دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة عموماً بفضل مرافقه القائمة على التقنيات الذكية والأكثر تطوراً من نوعها التى تشكل عامل جذب للتجارة وشركات الملاحة العالمية. ويتمتع الميناء الذي يعتبر من أكبر 10 موانئ في العالم بشبكة ربط منقطعة النظير مع أكثر من 98 رحلة أسبوعية إلى أكثر من 115 ميناء مباشر حول العالم. والأهم هو أنه جزء من منظومة متكاملة توفر للتجار منصة لوجستية فريدة متعددة الوسائط لتسهيل التجارة بحراً وبراً وجواً يستفيد منها أكثر من 7000 شركة عاملة ضمن المنطقة الحرة لجبل علي. ويوفر ميناء جبل علي للعملاء منصة إلكترونية تسمح تسهيل التجارة عبر أكثر من 750 خدمة إلكترونية ضمن نافذة واحدة وتسمح بتخليص المعاملات بدون الحاجة إلى تقديم أية أوراق ودونما حاجة للمجيء إلى الميناء أو أي مكاتب أخرى ما يعزز قطاع سلسلة التوريد ويقلل التكلفة على التجار ويساهم في الحفاظ على بيئة عمل تنافسية والتقليل من أية آثار سلبية للعمليات على البيئة. وتتصل أكثر من 70 ألف شركة في قطاع التجارة واللوجستيات حالياً بالنظام الإلكتروني الذي سجّل حوالي 15 مليون صفقة إلكترونية خلال عام 2012 بنمو نسبته 21 بالمائة بالمقارنة مع عام 2011. وعلى صعيد عمليات مناولة البضائع والحاويات داخل الميناء فإنه ومع انضمام المزيد من سفن الحاويات العملاقة إلى الأسطول العالمي بات ميناء جبل علي من بين الموانئ المعدودة في المنطقة والعالم القادرة على استقبال ومناولة سفينة الحاويات الأكبر حجماً وهو اليوم يستقبل بمعدل ثلاث سفن عملاقة سعة 15 ألف حاوية نمطية فما فوق اسبوعياً مع القدرة على استقبال ست سفن من الأكبر على الإطلاق سعة 18 ألف حاوية في وقت واحد. ويرتفع هذا العدد إلى عشر سفن عملاقة مع افتتاح محطة الحاويات الجديدة قيد الإنشاء ليكون الميناء الوحيد القادر على ذلك. ويتمتع ميناء جبل علي أيضاً بقدرة مثبتة على مناولة البضائع السائبة وغير المعبأة والمركبات والمواشي وجميع أنواع البضائع العامة وهو يواصل المحافظة على مكانته كميناء قادر على مناولة البضائع الواردة إلى السوق المحلي وكمركز قوي لإعادة التصدير يخدم الأسواق الخليجية المحيطة في دول الشرق الاوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية والتي يبلغ تعداد سكانها ملياري نسمة وذلك من خلال شبكة طرق متطورة في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي أو من خلال الربط جوا من خلال مطار آل مكتوم بالإضافة إلى الربط المتوقع بسكك قطار الاتحاد خلال السنوات القليلة المقبلة ما يوفر منصة لوجستية عملاقة فريدة تضمن وصولاً منقطع النظير إلى قطاع سلسلة التوريد الإقليمي.