لندن ـ وكالات
إذا أخذت دول أوروبا عموما وجدت أن عدد العاطلين عن العمل فيها يفوق 26 مليون شخص. ومن هؤلاء فإن 19 مليونا يعيشون في منطقة اليورو المفترض أن تكون قد صارت الآن أرض الميعاد, فإذا بها موعودة بجيل ضائع. لندن: تواجه أوروبا شبح «جيل ضائع» لا يجد الفرصة للعمل مطلقا، في ظل معدلات البطالة التي بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ القارة الحديث. فالأرقام تظهر أن عد العاطلين عن العمل وصل الى نسبة 12 في المئة منذ العام 1999 عندما بدأ التعامل باليورو في دول الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى (مقارنة بنسبة 7.7 في المئة في بريطانيا التي ترفض الى منطقة العملة الأوروبية). ووفقا للخبراء الذين نقلت آراءهم الصحف البريطانية فإن هذا المنعطف – السابقة «يملك سائر المكونات اللازمة لكارثة أجيالية، خصوصا في دول الجنوب الأوروبي». وإذا أخذت بعض هذه الدول منفردة وجدت أرقاما مخيفة حقا. وعلى سبيل المثال ففي اليونان يعيش 58 في المئة من الشباب دون سن الخامسة والعشرين في ظل العطالة. وتبلغ النسبة في اسبانيا 56 في المئة، و38 في المئة في كل من ايطاليا والبرتغال. أما المتوسط الأوروبي ككل فيبلغ 24 في المئة (مقارنة مع 21 في المئة في بريطانيا). وبترجمة نسبة 12 في المئة تلك (وهي المتوسط)، تجد أن عدد العاطلين في منطقة اليورو يبلغ الآن 19 مليونا، ويرتفع هذا العدد الى 26.3 مليون شخص في عموم دول أوروبا. ويقر لاسلو اندور، المفوض الأوروبي للعمل والشؤون الاجتماعية، بأنه «لا يمكن وصف هذا المستوى من العطالة إلا بأنه مأساة حقيقية. وهو مؤشر مخيف الى الحالة الخطيرة التي وصلت اليها دول منطقة اليورو حاليا». يذكر أن هذه الأرقام نفسها تقف في حد فبراير / شباط الماضي، ولا تأخذ في الحسبان التطورات الدرامية التي شهدتها قبرص (اليونانية) واضطرارها لاستدانة 8 مليارات دولار من الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اقتصادها المتهالك. ويقول الخبراء إن هذا المبلغ نفسه سياسهم بفعالية عالية في دفع مستوى العطالة في دول اليورو الى مستويات جديدة أعلى. ومن المحتم الآن أن يرتفع عدد العاطلين في قبرص التي كانت أصلا تشكو من نسبة 14 في المئة عطالة وسط سكانها. أما في ما يتعلق باليونان فقد صارت تعاني من وصول النسبة الى 26.4 في المئة وهي الأعلى وسط سائر دول منطقة اليورو. ويحذر اولئك الخبراء الآن من أن هذا الوضع المتردي «يهدد بتغريب جيل كامل من الأوروبيين وإرجاع القارة سنوات وسنوات الى الوراء». ويقول اندريه بريتون، كبير الباحثين في «معهد دراسات العمالة»، إن عطالة الشباب هي «أسوأ سيناريو تواجهه أروروبا في زمن السلم. ويتعيّن توجيه سائر الإمكانات الآن لحل هذه المشكلة وإلا وجدت القارة بين يديها جيلا ضائعا لا يجد فرصة للعمل والمساهمة في دفع عجلة الحياة الى الأمام... وكل هذا بدون أخذ اعواقب الاجتماعية في الحسبان». ولا يتوقف الأمر هنا لأن قطاع السلع في منطقة اليورو يعاني هو أيضا من أرمة عميقة تسوء حالا كل يوم. فقد انخفض مؤشر الاستهلاك نقطة مئوية (من 47.9 في المئة) خلال شهر واحد (فبراير – مارس). وعموما فقد تقلص الاقتصاد الأوروبي بنسبة 0.6 في المئة خلال الربع الأخير من العام الماضي... وكل هذا نذير حال سيئة تنتظر القارة في المستقبل المنظور.