أظهرت بيانات أن مصلحة الضرائب البريطانية جمعت مبالغ تزيد نحو 50 في المئة على ما كانت تأمله من زيادات ضريبية في المعاملات العقارية على مدى العام المنصرم مع استمرار ارتفاع أسعار المساكن الراقية في لندن  . وكانت الحكومة البريطانية التي تشتد حاجتها إلى السيولة قالت في مارس/ آذار الماضي إنها تأمل في جمع 150 مليون جنيه استرليني (228 مليون دولار) عام حتى إبريل/ نيسان من زيادة رسوم الدمغة - التي يدفعها المشتري - على العقارات التي تتجاوز قيمتها المليوني استرليني (ثلاثة ملايين دولار) التي معظمها في لندن  . قالت نايت فرانك للاستشارات العقارية إنه رغم أن الزيادة الضريبية قلصت المبيعات السنوية للمنازل الفاخرة في لندن التي تتجاوز قيمتها المليوني استرليني بنسبة 15 في المئة فإن ارتفاع الرسوم عوض النقص  . وقال ليام بيلي مدير أبحاث الإسكان في نايت فرانك إن الخزانة البريطانية ستكون قد جمعت 223 مليون استرليني رسوماً إضافية منذ بدء العمل بالزيادة البالغة 40 في المئة أي أكثر من المتوقع بمقدار 73 مليون استرليني  . وقالت نايت فرانك إن مبيعات المنازل الفاخرة في لندن التي تزيد قيمتها على مليوني استرليني انخفضت بما يصل إلى 35 في المئة في الأشهر الستة بعد إعلان بريطانيا ميزانية 2012 لكنها استقرت عندما قالت الحكومة إنها لن تستحدث مزيدا من الضرائب العقارية في ديسمبر/ كانون الأول  . وأضافت أن استمرار التراجع في قيمة الجنيه الاسترليني وعدم التيقن السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط وأوروبا قد حافظا على إغراء لندن كملاذ آمن للثروات مما دعم شهية المشترين والأسعار  . وارتفع متوسط أسعار العقارات المتميزة في وسط لندن 9  .0 في المئة في فبراير/ شباط وهو أعلى معدل في عشرة أشهر بفضل ارتفاع أسعار المنازل بشريحة المليون إلى 5  .2 مليون استرليني  . ونمت الأسعار في كل شهر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 وهي الآن أعلى بنسبة 55 في المئة من المستوى المنخفض المسجل في مارس/ آذار 2009  . لكن شركة الاستشارات العقارية قالت إنها تتوقع أن تتسبب الزيادات الضريبية في خفض مبيعات المنازل التي تتجاوز قيمتها مليوني استرليني بنسبة عشرة في المئة في المدى الطويل  . من جهة أخرى ذكرت وكالة أنباء بلومبيرغ الاقتصادية العالمية أمس الاثنين أن أسعار المنازل الفاخرة في وسط لندن ارتفعت على غير المتوقع بأسرع وتيرة لها في عشرة أشهر خلال فبراير/ شباط بعدما أسهم تراجع قيمة الجنيه الاسترليني في جذب المستثمرين الدوليين  . وأضافت أن متوسط سعر أي منزل أو شقة في الأحياء الأكثر غلاء في العاصمة البريطانية ارتفع بنسبة 9  .0% عن يناير/ كانون الثاني، ذلك وفقاً لمؤشر تقوم بإعداده مؤسسة نايت فرانك للاستشارات العقارية والسمسرة  . وكانت نايت فرانك إلى جانب مجموعتي جونز لانغ لاسال وسافيلز توقعت العام الماضي أن يطرأ تغير طفيف على الأسعار في عام 2013 بعدما شهدت زيادة بنسبة 7  .8% في عام 2012  . وقالت نايت فرانك في بيان أمس الاثنين إن “تراجع قيمة الاسترليني يزيد من شهية المنازل الفاخرة في وسط لندن بين المشترين فيما وراء البحار”  . وقالت إن الأسعار ترتفع كل شهر منذ يناير/ كانون الثاني عام 2010  . ويشتري المستثمرون فيما وراء البحار عقارات في لندن من أجل الاحتفاظ بالثروة في خضم الاضطرابات السياسية والاقتصادية في بلادهم  . وأوضحت نايت فرانك أن أسعار الإسكان الفاخر ارتفعت بنسبة 4  .8% في فبراير/ شباط عن الشهر ذاته من العام الماضي في أكبر زيادة شهرية منذ ارتفاعها بنسبة 1  .1% في إبريل/ نيسان الماضي  . وأشارت بلومبيرغ إلى أن وزير الخزانة البريطاني جورج أسبورن كان اتخذ قراراً قبل عام برفع الضريبة المعروفة برسم الدمغة على عمليات شراء المنازل التي تزيد قيمتها على مليوني استرليني أو أكثر  . ورجحت نايت فرانك أن يتراجع حجم تلك العمليات من هذا النوع بنسبة 15% ليصل إلى 3400 عملية في الأشهر الاثني عشر الممتدة حتى مارس/ آذار بسبب زيادة رسوم الدمغة  .