يزور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الاثنين، دولة إلى الجزائر لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجزائر وقطر، ومن المنتظر أن تكلل هذه الزيارة بالتوقيع على عدد من اتفاقات الشراكة في مختلف المجالات التنموية، وتأخرت هذه الزيارة إلى كانون الثاني/ يناير بعدما كانت مبرمجة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ومن المنتظر أن يتم التوقيع على 7 اتفاقات وعقود، تتضمن مشاريع استثمارية بأكثر من 5 مليارات دولار بين الجزائر وقطر، خلال الزيارة التي يقوم بها أمير دولة قطر، وأكدت مصادر للـ"العرب اليوم" أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ حمد رفقة وفد اقتصادي ووزاري، تعتبر الأكبر من نوعها منذ سنوات وتتوّج بإبرام 7 اتفاقات رئيسة تشمل القطاعات الصناعية والمناجم والتجارة والخدمات. وتأتي هذه الزيارة عقب اجتماع اللجنة الثنائية الجزائرية- القطرية المنعقد في الجزائر العاصمة تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفي ذات الإطار توصل الطرفان خلال الاجتماع إلى إنشاء شركة مختلطة لانجاز مركب للحديد والصلب في بلارة في جيجل بقدرة إنتاج تصل إلى 5 ملايين طن، و سيساهم هذا المركب الذي سينشئ ما يقرب من  2000 منصب شغل في تقليص فاتورة استيراد الجزائر للفولاذ البالغة سنويا 10 مليارات دولار أي ما يعادل 20 في المائة من مجموع وارداتها. وتحظى قطاعات أخرى باهتمام الطرفين على غرار الطاقة والمناجم والنقل الجوي والفلاحة والمال والصناعة، وما يعزز رغبة البلدين في ترقية تعاونهما هو أن البرنامج الخماسي للتنمية 2010-2014 الذي رصدت له الدولة نحو 286 مليار دولار يفتح آفاقا واسعة للتعاون والشراكة بين البلدين لاسيما وان الجزائر تملك قدرات استثمارية كبيرة ومتنوعة في كل المجالات. من جهة أخرى و تسهيلا للمبادلات التجارية بين البلدين كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد وقع في غضون شهر تشرين الثاني /نوفمبر 2010 على الاتفاق الخاص بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها القطرية بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل الموقعة في الدوحة في تموز/يوليو 2008 . ومن جهة أخرى، تحمل زيارة الأمير القطري إلى الجزائر حقيبة مليئة بالقضايا السياسية التي من المنتظر أن يناقشها زعيما البلدين، خاصة فيما يخص الأزمة والسورية والقضية الفلسطينية، ولم تنقطع المشاورات السياسية بين الطرفين حول القضايا العربية والإقليمية وكانت دوما موضوع اللقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين لاسيما تلك التي قام بها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى الجزائر.