انتقد الأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، ضعف التجارة بين دول الإتحاد الخمسة (الجزائر، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، وليبيا) مؤكدا انها لم تتجاوز 3% في أحسن الأحوال. وقال مقدم بمحاضرة ألقاها في معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالعاصمة الجزائرية، اليوم الإثنين، إن المبادلات التجارية بين دول الإتحاد ودول الشمال بلغت 65%، بينما التجارة البينية بين دول الإتحاد فيما بينها لم تتجاوز في أحسن الأحوال 3%. ودعا إلى إعداد آليات جديدة للنهوض بالإتحاد المجمّد منذ العام 1994 بسبب الخلافات بين الجزائر والمغرب حول الصحراء الغربية والحدود البرية المغلقة بينهما. وأضاف أن من بين أهداف الإتحاد تعزيز مجال التجارة البينية بين دول الإتحاد، معتبراً أن اتحاد المغرب العربي لم يحقق أهدافه بعد 24 عاما من تأسيسه إذ من بين 38 اتفاقيات وقعت ضمن الإتحاد لم تنفذ منها سوى 6 اتفاقيات. وشدد مقدم على أنه في ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة منذ العام 2011، فإن هذا الوضع يقتضي تنمية اقتصادية وتوسيع مجال التبادل بين دول الإتحاد لأنها من أهم السبل لتسهيل الحوار بين دوله. واعتبر أن الأهداف الشاملة للإتحاد ستتحقق بإعداد برامج شاملة تنفيذية وقطاعية وبانخراط رجال الأعمال والنخب في المنطقة. ومن ناحية أخرى، دعا مقدم إلى الإسراع في عقد قمة مغاربية بأقرب الآجال للنظر في الاقتراحات المقدمة لتفعيل الاتحاد. وقال إنه من الضرورة إعادة النظر في بعض بنود معاهدة إنشاء الاتحاد وإعادة هيكلته من حيث الأجهزة والمؤسسات وتزويدها بصلاحيات قانونية تمكنها من اتخاذ القرارات. وبلغت قيمة المبادلات التجارية للجزائر مع دول إتحاد المغرب العربي 2.16 مليار دولار أمريكي العام 2011، بينما كانت في حدود 1.82 مليار دولار العام 2010. ويعد المغرب أول زبون للجزائر خلال العام 2011 بقيمة تفوق 936 مليون دولار، تأتي بعده تونس بـ 531.1 مليون دولار، ثم ليبيا بـ 11.41 مليون دولار، فموريتانيا بحوالي 661000 دولار فقط. وفيما يخص الواردات فإن أهم بلد مغربي ممون للجزائر هي تونس بـ 428.9 مليون دولار، ثم المغرب بـ 240.3 مليون دولار، ثم ليبيا بـ 7.81 مليون دولار، فموريتانيا بأقل من 241000 دولار. وسجل الميزان التجاري للجزائر مع دول المغرب العربي فائضا بقيمة 802 مليون دولار في 2011 أي بارتفاع بنسبة 8.82% مقارنة بعام 2010.