السوق السعودي

ينفق الحجاج على شراء الهدايا أربعة مليارات ريال كما تبلغ مبيعات الهدايا التذكارية من السوق السعودي 30 مليار ريال لذا كرر أكاديمي سعودي دعوته لإجراء دراسات تهدف إلى التعرف على الهدايا والمنتجات التي تلقى طلب متزايدًا من الحجاج والمعتمرين ودراسة الدوافع العامة لاقتناء السلع التذكارية والهدايا، والتعرف على خصائصها الأكثر جاذبية، وتطوير تصاميم وأشكال من الهدايا والسلع المستخلصة من التراث السعودي، وتستجيب لنمو الطلب على هذا النوع من السلع، إضافة إلى تخصيص مراكز تسويق وبازارات خاصة بالهدايا والتذكارات والمشغولات اليدوية يمكن أن تدعم بمنتجات الأسر المنتجة. 

وأشار الدكتور فهد الحسين أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود: ما إن يقترب موسم الحج على نهايته حتى يقبل الحجاج على شراء هدايا وتذكارات الحج، ويشتري الحجاج الهدايا بدافع نفسي كتذكار للرحلة المقدسة، وشراء هدايا الحج هو تقليد قديم من الحجاج والمعتمرين والزوار الدوليين من داخل و خارج المملكة، بينما يحرص هؤلاء الحجاج على تدوين وتسجيل تجاربهم وتذكرها فيما بعد؛ بما يؤكد أنهم أنجزوا هذه الرحلة، فيحرصون على التقاط الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو، وكتابة المذكرات اليومية التي تسجل لهذه الرحلة لحظةً بلحظة. 

وتقدر مبيعات الهدايا التذكارية في الأسواق السعودية نحو 30 مليار ريال، تمثل نسبة مشتريات موسم الحج وحده نحو 4 مليار ريال، وخلال موسم الحج تنشط أسواق كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة في بيع السلع والمنتجات التي تصلح في لتقديمها كهدايا، وتتنوع هذه الهدايا ما بين سجادات الصلاة الملونة والعباءات المطرزة وألعاب الأطفال واللوحات التذكارية والساعات والأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى أنواع السبح وقطع الأحجار الكريمة، ورغم ضخامة حجم الطلب على سوق الهدايا إلا أن نحو 90% من الهدايا المعروضة في الأسواق السعودية مصنعة في الصين وتايوان، حيث يتفق التجار والوسطاء على إنتاج أنواع رخيصة من سجاد الصلاة والثياب وأغطية الرأس وأشكال الفوانيس والألعاب كهدايا تباع على الحجاج.

وأكد أن الحجاج والمعتمرون يجوبون الأسواق بولع خاص بحثاً عن هدايا وتذكارات مميزة تعبر عن التراث الثقافي السعودي الهائل الذي تزخر به بلاد الحرمين، وتحمل تصاميم وعبق رائحة الأرض المباركة، إن القليل الذي يجده هؤلاء لا يزيد على المعروض من أعواد السواك، وحبات تمر النخيل، والملابس التراثية، وبعض المشغولات اليدوية، وهي أنواع يمكن أن تدخل تحت مسمى منتجات الحرف السياحية، بينما يحمل الحاج بمجموعة من هدايا الحكومة السعودية ومنها على سبيل المثال نسخة أنيقة من المصحف الشريف طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة وعينات من ماء زمزم.

وأضاف:  إن ندرة أشكال الهدايا والتذكارات المصنعة من خامات محلية مستخلصة من الموارد الطبيعية بالمملكة العربية السعودية وذات تصاميم تعبر عن تراث الثقافات والفنون المحلية يعد خسارة كبيرة في الترويج والدعاية للتراث الحضاري الذي تمتلكه السعودية وهو تراث أصيل يرتبط بجذوره بتراث إسلامي قديم امتزج بفنون شعبية موروثة.