منذ آلاف السنين، وقبل زمن طويل من دخول مفردات مثل “البنية التحتية” و”الخدمات اللوجستية” إلى قاموس حياتنا، استطاع أجدادنا وآباؤنا أن يقوموا بدور فاعل، وأن يكون لهم حضور عالمي مؤثر من خلال صيد اللؤلؤ وإقامة الطرق التجارية البحرية النشِطة. ولطالما كانوا من السباقين والرواد في هذا المجال، فقد أدركوا جيداً مدى أهميته بالنسبة للتطور والازدهار. وعندما تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة قبل 41 عاماً، لم يكن مستغرباً أن تكون لدى القيادة الحكيمة رؤية بعيدة المدى لأهمية وجود بنية تحتية متطورة في جميع المجالات، بما فيها التجارة البحرية والخدمات اللوجستية، فكان أن وضعت تلك الغاية في مقدمة أولوياتها، ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا. فقد شكل الالتزام بتوفير أفضل الخدمات اللوجستية والبنى التحتية، سمةً أساسية ترسخت على مدى عقود مديدة من الزمن، ونتيجة لذلك، تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم باحتضانها لشركات عالمية في هذا المجال الحيوي والهام لازدهار الحياة الاقتصادية في البلاد. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأننا نعيش في وطن لا يعرف للطموح حدوداً ولا يكتفي بما حققه من نجاحات، بل يسعى دائماً نحو التميز والتفوق. وشهدنا في يوم الأربعاء الموافق 12 /12 /2012 كتابة فصل جديد في إرثنا البحري العريق، وفي التزام قيادتنا الحكيمة تجاه هذا القطاع الاستراتيجي المهم.