ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن روسيا انتقلت إلى خطوة دعم عدد من الشركات الكبيرة والبنوك المتعثرة في البلاد ، لدعم اقتصاد متعثر وقطاع مصرفي متأثر بشكل كبير بالاضطرابات التي طالت العملة الروسية الروبل في الفترة الأخيرة .

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم "الخميس" على موقعها الإلكتروني - أن الحكومة الروسية أعلنت أمس الأربعاء أنها ستدعم مشروع للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة /يامال/ بالقطب الشمالي ، تنفذه مجموعة "نوفاتك" الروسية بقيمة 150 مليار روبل .

ومن ناحية أخرى ، ذكر مصرف "غازبروم بنك" الروسي ، ثالث أكبر بنوك البلاد ، أن الحكومة اشترت أسهم ممتازة بقيمة 95ر39 مليار روبل، باستخدام أموال وديعة ثانوية من البنك لصندوق الثروة الوطنية.

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن الدعم يتبع حقن الأسهم بـ 100 مليار روبل من صندوق الثروة الوطنية الروسي إلى بنك "في تي بي" المملوك للدولة ، ثاني أكبر بنك في روسيا ، خلال الأسبوع الجاري ، وأعلن البنك أنه يتوقع الحصول على 150 مليار روبل في الربع الأول من عام 2015، في حين طالب مصرف "غازبروم بنك" بـ 30 مليار روبل آخرين.

وأشارت في تقريرها إلى انخفاض احتياطات روسيا الدولية بنسبة 5ر388 مليار دولار ، حيث كان يبلغ 6ر509 مليار دولار قبل عام، حسبما أعلن البنك المركزي الروسي أمس الأربعاء، في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة الإحصاءات للدولة "روستات" أن نسبة التضخم بالنسبة للعام بلغت 4ر11 % .

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن موسكو تصعد الدعم المالي للشركات بعدما اقتيد الاقتصاد إلى الركود جراء العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة من خلال "منع العديد من المقترضين الروس من دخول أسواق رأس المال الغربية"، وانزلاق أسعار النفط وانخفاض قيمة الروبل بشكل درامي ؛ مما يهدد استقرار النظام المصرفي.

وأضافت أن قيمة الروبل انخفضت بأكثر من 40 % منذ بداية العام السابق ، وأصبحت القروض الواجبة السداد بالعملات الأجنبية أكثر تكلفة ، المشكلة الأكبر للبنوك حيث أنهم يفتقرون إلى عائدات العملة الأجنبية من مصدري الموارد.

أما بالنسبة للمدخرين، فانتابهم الفزع من انهيار الروبل في 16 ديسمبركانون الأول من العام الماضي ؛ مما دفعهم إلى سحبت كميات كبيرة من الودائع، وإضعاف قاعدة حقوق المساهمين للبنوك .

تجدر الإشارة إلى أن وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني ، وضعت الديون السيادية في روسيا على قائمة مراجعة احتمالية خفض تصنيفها مطلع الشهر المقبل لـ13 من مؤسسات المالية الروسية - بما في ذلك مصرف "غازبروم بنك" والذي وضع تحت المراقبة الائتمانية السلبية .