الكاب ـ أ.ف.ب
من نيودلهي الى بانكوك تعتبر عربة "توك توك" المحدثة للضجة، ملكة التنقلات على طرقات جنوب شرق آسيا. الا ان وصول عربات الاجرة هذه بعجلات ثلاث الى شوارع الكاب الجميلة اثار معضلة للسلطات التي اغلقت شركة مشغلة فيما تطمح عشرات اخرى لدخول السوق. وقد اغلقت شركة "مونارش توكسي" التي يملكها شقيقان بعدما انزلت اسطولها من العربات المستوردة من الهند الى الشوارع رغم عدم حصولها على رخصة تشغيل. ويقول جيمس كلارنس "لقد اتتنا الفكرة خلال زيارة لتايلاند في العام 2008 حيث ركبنا عربات توك توك للذهاب الى البحر والمتاجر والمطاعم وغيرها من الاماكن وقد اعجبنا بها كثيرا. وفكرنا بانها ستنجح في الكاب وهي فعلا كذلك". ويبدو ان الاهتمام بهذه العربات الرخيصة الثمن والمبهجة كبير جدا اذ ان 80 شركة تقدمت للحصول على تراخيص تشغيل من البلدية. الا ان عربات توك توك تواجه مشكلة تتمثل في ان خطط النقل العام للمدينة راهنا لا تتضمن اي اشارة الى عربات بعجلات ثلاث. ويفترض ان تصدر قواعد جديدة بحلول نهاية السنة الحالة. الا ان الشقيقين كلارنس رفضا الانتظار واطلقا العام الماضي شركة "مونارش توكسي" قبيل بدء موسم الصيف المكتظ في الكاب مع عرض مختلف في محاولة لايجاد ثغرة قانونية. وبموجب هذا العرض يدفع الزبائن 40 راند (اربعة دولارات) ليصبحوا مساهمين بدلا من دفع اجرة النقل مباشرة خلال التنقلات القصيرة في المدينة. اوضح كلارنس "نحن نعتبر اننا لسنا جزءا من خدمة النقل العام" مؤكدا ان شركته كانت تعمل بشكل قانوني. ويضيف "نحن شركة نقل خاصة. ننقل مساهمينا من مكان الى اخر". الا ان محاولة الالتفاف هذه لم تقنع السلطات. ويقول روبن كارلايل وزير شؤون النقل في المقاطعة لوكالة فرانس برس "ان هذه العربات جميلة وجذابة الا ان ثمة خدعة. فاما ان تكون وسيلة نقل في مقابل اجر مادي او لا تكون". وتعزز مدينة الكاب من خيارات النقل العام فيها. وفي حين ان التوك توك لن يكون له مكانة كتلك التي يحتلها على الطرقات الاسيوية الا ان سلطات المدينة ترى دورا ما لهذه العربات. الا ان عربات التوك توك يجب ان تحترم قواعد موضوعة اصلا للحافلات والحافلات الصغيرة وسيارات الاجرة في مدينة تواجه ازمات سير خانقة. وتقدم الشقيقان في البداية للحصول على تراخيص لعشر عربات في تشرين الاول/اكتوبر 2011 الا انهما حصلا على ترخيص واحد عن طريق الخطأ. وحصلا على ضمانات بان بقية التراخيص ستلي على ما يقولان. وقد وضع الشقيقان في الخدمة 20 عربة توك توك الا انهما اضطرا الى سحبها في اذار/مارس بعدما حذرا من انها ستحجز. ويقول بريت هيرون المسؤول البلدي المكلف شؤون النقل "بالنسبة لنا كانت تقدم خدمة نقل عام بطريقة غير قانونية". وقد تلقت البلدية 80 طلبا وقد تم التعامل بها بالتساوي استنادا الى خطة. ويوضح هيرون "لقد تجاوزا هذه المعاملات وباشرا هذه الخدمة من خارج هذا الاطار". وواجهت عربات توك توك مشاكل مشابهة في جوهانسبورغ حيث بدأت شركة اخرى الخدمة في ضواحي المدينة العام الماضي. ومع ان عربات التوك توك هذه حصلت على تراخيص ثمة جدل الان حول ما اذا كانت ستحتفظ بها ام لا. ويقول بول براونينغ المحلل في مجال النقل العام ومستشار الحكومة ان السلطات تخشى ان يتكرر الانتشار غير المضبوط الذي حصل مع الحافلات الصغيرة وادى الى اعمال عنف. ويؤكد ان السلطات تريد ان يكون هناك اشراف محكم على التوك توك قبل ان تسمح بانتشارها.