الدوحة ـ قنا
عقد في الدوحة لقاء بين غرفة تجارة وصناعة قطر ووفد من رجال الأعمال الإماراتيين يمثل غرفة تجارة وصناعة أبوظبي استهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال والمستثمرين في الجانبين. وفي كلمة خلال اللقاء شدد السيد محمد بن احمد بن طوار نائب رئيس مجلس إدارة غرفة قطر على أن دولة قطر بفضل السياسات الحكيمة لقيادتها الرشيدة أصبحت في مقدمة دول العالم الجاذبة للاستثمارات الخارجية وبفضل الاستراتيجية التنموية الشاملة التي تتبناها البلاد، مشيرا إلى أن ذلك استلزم تطوير البني التحتية وإقامة مشروعات عملاقة ومشروعات مونديال 2022 التي ستجذب بالطبع العديد من الشركات العالمية. وأكد أن الفرصة مهيأة أمام الشركات الخليجية بصفة عامة والإماراتية بصفة خاصة للمشاركة في تنفيذ هذه المشروعات سواء بمفردها أو من خلال دخولها في شراكات مع شركات قطرية. وتمنى أن يكون اللقاء فرصة لتعريف مجتمع الأعمال القطري بفرص ومجالات الاستثمار بالإمارات الشقيقة لإتاحة الفرصة لإقامة شراكات متوازية ومتوازنة بين الجانبين وأن تتيح هذه الزيارة فرصة جيدة لتعزيز العلاقات بين رجال الأعمال القطريين واخوانهم من دولة الامارات الشقيقة بما يخدم الاقتصاد الوطني لكلا البلدين. كما شدد على أهمية تحقيق الزيارة أهدافها في دفع وتعزيز وتعميق علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين بما يرقى بمستوى الطموحات ويتناسب وحجم العلاقات المتميزة التي تربط الشعبين وقيادتهما الرشيدة. وقال "إن خليجنا واحد" هو شعارنا في دول مجلس التعاون الخليجي.. وتسعى قيادتنا الرشيدة الى تفعيل هذا الشعار وتكريسه على أرض الواقع.. ونحن بصفتنا ممثلي القطاع الخاص الخليجي نتطلع إلى تطبيق هذه الرؤية والوصول بها إلى آفاق أبعد خدمة لخليجنا الواحد ولاقتصادات بلداننا بما يعود بالنفع على مجتمعاتنا". من جانبه، أكد السيد سعيد راشد الظاهري عضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي ورئيس الوفد الإماراتي، متانة وقوة العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط الدولتين، ضمن مظلة التعاون الخليجي، وهي المظلة التي أكدت خلال السنوات الماضية قدرتها على إيجاد تكتل اقتصادي قادر على منافسة التكتلات العالمية، حيث باتت العواصم الخليجية اليوم مراكز مميزة ومهمة على خريطة الاقتصاد العالمي. ودعا رجال الأعمال القطريين إلى الاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في إمارة أبوظبي بعدد من القطاعات والاستفادة من المزايا التي توفرها، خاصة وان هذه القطاعات تمتلك إمكانيات تصديرية مهمة تساهم في نمو وازدهار الأعمال. وقال إن معدلات التبادل التجاري بين إمارة أبوظبي ودولة قطر شهدت تذبذبا وتغيرا واضحا خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت واردات الإمارة من دولة قطر إلى 1.3 مليار درهم في نهاية العام 2011، فيما تراجعت صادرات الإمارة إلى دولة قطر من 3.8 مليار درهم في عام 2009 إلى 632 مليون درهم في نهاية العام 2011. وذكر أن أرقام المبادلات التجارية بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية بلغت 7.6 مليار درهم إماراتي في نهاية العام 2011، منها 1.9 مليار درهم إماراتي واردات الإمارات من دولة قطر فيما تراجع حجم الصادرات الإماراتية من 4.8 مليار درهم إماراتي في عام 2009 إلى 1.8 مليار درهم إماراتي في نهاية العام 2011. وأشار الى أنه بالرغم من هذه الأرقام مازالت هناك آفاق للتعاون أوسع وأكبر خاصة أن القطاع الخاص في كل من أبوظبي وقطر يمتلك من المقومات الاقتصادية ما يؤهله لإقامة مشاريع استثمارية كبرى في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد. وأوضح أن إمارة أبوظبي تتمتع بمقومات اقتصادية مهمة، حيث تؤكد المؤشرات الاقتصادية أن اقتصاد الإمارة حقق معدلات نمو إيجابية خلال فترة الأزمة المالية العالمية التي تضررت منها العديد من اقتصاديات العالم، إذ تشير التوقعات إلى أن اقتصاد أبوظبي حقق نسبة نمو تصل إلى 4.5 في المائة مع نهاية العام 2012. وعبر عن أمله في مناقشة المعوقات التي تواجه رجال الأعمال والشركات من دولة الإمارات العربية المتحدة، والبحث في الحلول المناسبة لهذه المعوقات للارتقاء بتلك العلاقة بما يلبي طموحات القيادتين الرشيدتين والشعبين الشقيقين، مؤكدا الاستعداد للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لأية مشاكل قد تواجه عمل الشركات القطرية في إمارة أبوظبي والتي بلغ عددها طبقاً لإحصائيات غرفة أبوظبي 30 شركة ومؤسسة في نهاية العام 2012. ولفت إلى أن إمارة أبوظبي ودولة قطر تمتلكان العديد من الفرص الواعدة للاستثمار في كافة المجالات، ولذا لا بد من مبادرة رجال الأعمال من كلا الجانبين للاستفادة من هذه الفرص والعمل على إقامة المشاريع المشتركة في القطاعات الإستراتيجية وذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة. من جانبه، تمنى سعادة السيد جمعة راشد سيف الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دولة قطر في كلمة بالمناسبة، أن تساهم زيارة الوفد الاقتصادي من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في مزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري وتعزيز علاقات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترتبط بعلاقات أخوية متميزة مع دولة قطر، معربا عن تطلع وفد الغرفة للتعرف خلال هذه الزيارة على المناخ الاستثماري والفرص المتاحة في دولة قطر والإجراءات والتسهيلات المتعلقة بالاستثمار لتشجيع المستثمرين الإماراتيين على الدخول إلى أسواق قطر والاستثمار وإقامة المشروعات وإتاحة الفرصة للشركات الإمارتية للمساهمة في النهضة العمرانية والحضارية التي تشهدها دولة قطر من خلال مساهمتها في تنفيذ المشاريع وفي كافة المجالات. وأكد على أهمية إقامة مشاريع استثمارية مشتركة من أجل مزيد من التعاون الاقتصادي وفتح مجالات للاستثمار بين الشركات والمؤسسات في البلدين الشقيقين، مشددا على أن السفارة على استعداد تام لدعم رجال الأعمال القطريين الراغبين في العمل والاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة. يذكر أن وفد غرفة أبوظبي الاقتصادي يضم ممثلين عن مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدمية والمالية والاستثمارية في إمارة أبوظبي حيث يتكون من 30 من كبار رؤساء ومديري الشركات والمؤسسات الرسمية والخاصة العاملة في إمارة أبوظبي. ويتضمن برنامج الوفد الاطلاع على مناخ وفرص الاستثمار والتسهيلات التي توفرها الجهات المعنية في قطر للمستثمرين الإماراتيين وكذلك إمكانية مساهمة الشركات الإماراتية في المشاريع التي تخطط المؤسسات الرسمية في قطر لتنفيذها في إطار النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر.