أبوظبي ـ وكالات
أكدت قمة اقتصاديات النقل الجوي العربي في يومها الثاني أهمية الطيران الاقتصادي في المنطقة العربية وتسارع نموه وتوفيره خيارات متنوعة للسفر على إلا تقتصر فقط على الأسعار. وقال المشاركون في جلسة العمل الاولى لليوم الثاني من القمة . والتي خصصت لمناقشة التحديات التي تواجه الناقلات الاقتصادية في المنطقة العربية إن ضبط التكاليف وعدم تحرير الاجواء هما أبرز الصعوبات التي تواجه قطاع الطيران الاقتصادي. وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن القطاع الذي يستحوذ اليوم على نحو 7-8 % من سوق الطيران في المنطقة بات يحقق هامش ربحية أعلى بكثير من الطيران التجاري التقليدي الذي لا يتجاوز هامش ربحيته 1 % مقابل 5 10 % للطيران الاقتصادي. وفي الجلسة التي شارك فيها عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران ومروان بودي الرئيس التنفيذي لشركة طيران الجزيرة وادارها ابراهيم الخياط رئيس المركز الدولي للتحليل الاستراتيجي اكد مروان بودي أنه لا يمكن القول إن هناك انموذج موحد لعمل الطيران الاقتصادي وكل منطقة يوجد بها شركات طيران تعمل وفق احيتاجات السوق الذي تعمل فيه. وأضاف إن التكنولوجيا قدمت الكثير لشركات الطيران الاقتصادي وبات المسافر الاقتصادي يحجز رحلته ويسافر باستخدام هاتفه أو جهازه المتحرك فقط وهناك 14 % من اجمالي مبيعات شركة الجزية تتم عبر الاجهزة المتحركة موضحا أن الاعتماد على الشركاء في خدمات التعهيد الاخرى كالصيانة والطعام تعد ميزة إضافية لنجاح شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة. وأشار إلى أن هناك الكثير من العوامل المشتركة مع الطيران التجاري لعل أبرزها أولوية السلامة وضبط التكاليف حيث يتيح أنموذج العمل في الطيران الاقتصادي مرونة كبيرة لضبط التكاليف بحيث لا ترتبط بشبكة رحلات مما يمكنها من ضبط حركة الاسطول والتحكم بساعات التشغيل. ودعا بودي الهيئات التشريعية والرقابية إلى تجاوز معايير الرقابة الفنية لتشمل الرقابة على ميزانيات الشركات وكفاءتها المالية تجنبا للاغراق في الطاقة الاستيعابية التي تزيد بنحو 55 % في بعض الاسواق وهو أمر يمكن أن يضبط ويقنن الاسعار مشيرا إلى أن التشريعات الخاصة بالطيران في المنطقة العربية تعد جيدة لاستيعاب حجم النمو الكبير مقارنة مع كثير من دول العالم. وتوقع بودي أن يواصل الطيران الاقتصادي معدلات نموه القوية خلال السنوات الخمس المقبلة والتي تصل إلى اكثر من 10-12 % وتصل إلى 20 % في بعض الاسواق. وأضاف بودي إن الطيران الاقتصادي استطاع خلال فترة قصيرة في المنطقة العربية تضييق الفجوة كثيرا وخاصة في الاسواق والوجهات القصيرة التي تمت تغطيتها بكفاءة وفاعلية من شركات الطيران الاقتصادي ومنها على سبيل المثال أن الحركة على خط الكويت الاسكندرية ارتفع من 240 الف مسافر إلى 650 الف بعد دخول طيران الجزيرة. واستبعد تحول شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة إلى العمل على الوجهات الطويلة كما عملت بعض الشركات في آسيا موضحا أن التجربة ما زالت جديدة ولم تثبت فاعليتها، وهناك اعتبارات في المنطقة تتعلق بتحرير الاجواء والكثافة السكانية للمنطقة والتكلفة العالية فضلا عن حاجة المنطقة إلى "السماء العربية الموحدة" لضمان انسيابية حركة النقل الجوي وإزالة كافة العوائق. ومن جهته أكد عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران أن الطيران الاقتصادي في المنطقة العربية يستحوذ اليوم على نحو 7-8 % من إجمالي السوق وقد استطاع إيجاد طلب وأسواق جديدة لم يصلها الطيران التجاري التقليدي وخاصة الوجهات القصيرة التي لا تزيد عن 3 ساعات طيران. وقال علي إن التغيير الذي أحدثته شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة لا يقتصر على الاسعار فقط وإنما امتدت لتشمل مجالات أخرى يرتفع هامش الربحية كثيرا في الناقلات الاقتصادية مقارنة مع الطيران التجاري الذي لم يتجاوز هامش الربحية فيها عن 1 % وفقا لتقديرات اياتا في حين ارتفع الهامش في بعض شركات الطيران الاقتصادي ليصل إلى 10 % من إجمالي العائدات في 99 % من شركات الطيران الاقتصادي ونمت أعداد المسافرين بأكثر من 8 % في العام الماضي فقط. وأضاف أن هناك الكثير من الامثلة على تلك الاسواق الجديدة التي اوجدها الطيران الاقتصادي وتوفيره لخيارات عديدة وجديدة أمام المسافرين ومنها مثلا وجهات مصرية لم تكن مخدومة مثل اسيوط وسوهاج وغيرها في شبه القارة الهندية التي تخدمها شركة العربية للطيران بـ 15 وجهة . وقال إن الطيران الاقتصادي هو المستقبل حيث لا يجذب فقط اليوم مسافري الموازنات المحدودة وإنما شرائح واسعة مثل الطلاب والعائلات وحتى رجال الاعمال للوجهات القصيرة الذين يحرصون على خياراتهم في السفر مشيرا إلى أن كثيرا من شركات الطيران الاقتصادي العالمية لديها وجهات سياحية يقصدها كبار رجال الاعمال مثل ايزي جيت على خط جنيف نيس. سوق السفر واكد أن سوق السفر في المنطقة العربية سوق كبير واسع وصل خلال العام الماضي إلى 150 مليون مسافر وهناك قوة شرائية كبيرة وموقع جغرافي مميز يجعل من الطيران الاقتصادي اكثر ربحية وفاعلية. ودعا إلى تفعيل تطبيق اتفاقية دمشق لتحرير الاجواء بين الدول العربية والتخلي عن سياسات الحماية التي تقدم للشركات الوطنية في بعض الدول موضحا أن هذه الحماية لن تنفع هذه الشركات وبنفس الوقت ستؤثر سلبا على اقتصاد الدول التي تطبقها فضلا عن تحرير الاجواء يعني المزيد من المسافرين وبالتالي المزيد من العائدات للمطارات والمزيد من فرص العمل في عدة قطاعات مرتبطة بالطيران. وفي الجلسة الثانية حول الناقلات العربية والتحالفات التجارية اكد اندرو باركر نائب الرئيس لشؤون البيئة في طيران الامارات أن الناقلة ستبقى خارج أي تحالفات تجارية. وقال باركر إن هناك متغيرات جديدة في الصناعة لعل أبرزها التحالفات الجديدة ومنها تحالف طيران الامارات مع كوانتاس الاسترالية وهي صيغة جديدة لتحالف تجاري يتوقع أن يغير من توجه صناعة الطيران المدني مشيرا إلى أن هناك تحالفات ثنائية تتم بين شركتين او اكثر وتتم خارج التحالفات الكبير وهي تأتي بحثا عن مصالح لهذه الشركات. وأضاف إن طيران الامارات ما زالت تنظر لهذه التحالفات الكبيرة بانها لا تخدم المستهلك ولم تسهم في خفض الاسعار على كثير من الخطوط فضلا عن إفلاس بعضها.