تصاعدت حدة أزمة الوقود التى تعانى منها أغلب المحافظات، وضربت الأزمة قطاعات النقل العام والسياحة والزراعة، وتوقفت أتوبيسات النقل العام بأكثر من محافظة، فيما اشتكى مزارعو القصب من تضرر محاصيلهم وقلة وزنها بسبب تأخر نقل المحاصيل إلى المصانع نتيجة عدم توافر السولار لسيارات النقل، وهدد فلاحون بحرق محاصيل القمح والبرسيم بسبب عدم تمكنهم من ريّها، وفقاً لصحيفة "الوطن المصرية". وفى قنا، توقفت الجرارات الزراعية عن العمل فى نقل محصول القصب إلى مصانع السكر، الأمر الذى أضرّ بمئات المزارعين بسبب نقص وزن الطن جرّاء تأخر نقل المحصول بسبب السولار. يقول محمد محمود، من كبار مزارعى القصب بمركز أبوتشت: مشكلة المزارعين لم تنتهِ فى صعوبة نقل محصولهم من القصب، إلى مصانع السكر، لافتاً إلى أن هناك خسائر فادحة لحقت بالمزارعين بسبب تعرّض القصب المحصود لدرجات الحرارة العالية بالصعيد مما يُنقص من وزنه، لتوقف جراراتهم الزراعية عن النقل لقلة السولار. وفى أسيوط، رفضت محطات البنزين بيع أكثر من جركن واحد من السولار للمزارعين وأصحاب الجرارات الزراعية وماكينات الرى الزراعى، وقال مسعود حسن، مزارع من أبنوب، إننا نطلب تزويدنا بالسولار حتى لا تموت الزراعات بالأرض، مضيفاً: «نحن لو وجدنا السولار فى سوق سوداء سنشتريه بدلاً من إهمال الحكومة لنا هكذا». وفى المنوفية، تسببت أزمة البنزين فى شلل مرورى بكافة مراكز وقرى المحافظة، وتوقفت أتوبيسات النقل العام فى عدد من خطوط المحافظة نتيجة نقل السولار، ومنها أتوبيس نقل «شبين الكوم- أشمون»، وهدد عدد من فلاحى المنوفية بحرق محصولى القمح والبرسيم، وذلك نتيجة عدم توافر السولار اللازم لتشغيل ماكينات الرى لرى المحاصيل، وأكد الفلاحون أن الزراعات أصبحت مهددة بالموت عطشاً إذا استمرت الأزمة بنفس الشدة خلال الأيام القادمة. وفى القليوبية، تصاعدت حدة الاشتباكات والمشادات أمام محطات البنزين، وتسببت أزمة البنزين فى تأخر صرف حصة السماد للمزارعين،‏ وعدم تمكن الفلاحين من رى الأراضى، مما يؤثر بالسلب على إنتاجية الفدان وجودة المحاصيل. وفى الغربية، شهدت شوارع وميادين المحافظة شللاً مرورياً وتوقفاً تاماً عن الحركة، بسبب اصطفاف الآلاف من السيارات أمام محطات الوقود، ورفع عشرات السائقين تعريفة الأجرة، وهددوا ومعهم فلاحون بقطع الطرق. فى سوهاج، أدت أزمة الوقود إلى غلق شبه كامل للطرق والشوارع، خاصة مع اختفاء السولار فى جميع محطات الوقود المختلفة، واستمرار حالة الغضب بين صفوف العاملين بشركة «مصر للبترول» بسبب نقل «خالد العمدة» مدير مبيعات الفرع بسوهاج والإطاحة به على خليفة زيارة الرئيس محمد مرسى للمحافظة، ورفضه سحب حصة محافظتى «الأقصر وأسوان» وضخها فى سوهاج لتخفيف الأزمة قبل وخلال زيارة الرئيس للمحافظة، ودعا البعض للإضراب عن العمل حتى عودة «العمدة» لمكانه. واشتكى السائقون فى الأقصر من تعطل سياراتهم جرّاء خلط تجار السوق السوداء الوقود بالمياه، مشيرين إلى أنهم يلجأون للشراء من التجار خشية الوقوف لعدة ساعات أمام المحطات.، كما تكدست مئات السيارات والأتوبيسات السياحية أمام محطات الوقود بكافة مدن البحر الأحمر، وأسوان، واضطر السائقون للمبيت أمام محطات الوقود، بعد أن نفد الوقود من سياراتهم، ولجأ البعض إلى شراء جراكن السولار من السوق السوداء.