باريس ـ العرب اليوم
تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدعم تونس اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في المرحلة المقبلة من أجل تجاوز الأزمات التي تمر بها.
جاءت تصريحات هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الذي أدى زيارة لفرنسا دامت بناء على دعوة من نظيره الفرنسي مانوسل فالس.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الشاهد فرنسا منذ توليه رئاسة الحكومة في تونس قبل أشهر.
وصاحب الزيارة زخم إعلامي وسياسي كبير؛ نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس ونظرا لما تنتظره من حلفائها الغربيين الذين وعدوا بدعمها اقتصاديا بعد الثورة؛ وهي الوعود التي لم يتم الوفاء بها حسب يوسف الشاهد.
وقد التقى رئيس الحكومة التونسي بكل من رئيس الدولة فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لاشير ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتلون.
ولم يتردد الشاهد خلال مقابلة له مع "إذاعة أوروبا 1" في الحديث عن أن بلاده تشعر بخذلان الدول الغربية لها وعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه تونس ما بعد الثورة؛ حيث قال إن هنالك دولا تعهدت بمنح تونس 25 مليار دولار لكن ذلك لم يحدث.
وربط الشاهد بين الاستقرار السياسي والأمني وبين تعافي اقتصاد بلاده المتعثر؛ قائلا إنه أراد "إرسال رسالة لفرنسا والعالم مفادها أن تونس ليست فقط قضية اقتصادية أو حسابية بل هي رهان جيوسياسي في المنطقة"؛ في إشارة إلى أن فشل التجربة الديمقراطية التونسية يعني انهيار المنطقة التي تمثل خط الدفاع الأول لأوروبا.
وعودسخية
وقد جدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقوف بلاده إلى جانب تونس على كافة الأصعدة؛ قائلا إن فرنسا كانت دائما على استعداد لمساعدة تونس التي تمثل بالنسبة لها شريكا مثاليا.
وأفصح هولاند عن خطة لدعم اقتصاد تونس تشمل منح مليار يورو كانت قد تعهدت بها مطلع العام الجاري وتحويل نحو نصف مليون دولار من ديون فرنسا لدى تونس إلى استثمارات تنموية مباشرة لبناء مستشفيات وربط في ولاية القصرين بتونس العاصمة عبر السكك الحديدية. ومع أن الاتحاد الأوروبي دعا مستثمريه إلى إعطاء الأولوية في استثماراتهم لتونس؛ إلا أن الأخيرة تعلق آمالا عريضة على علاقتها بفرنسا من أجل ترجمة هذه الدعوات على أرض الواقع.
وقد تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن تلعب بلاده دورا فاعلا في إنجاح المنتدى الدولي للاستثمار في تونس الذي سينعقد في الفترة بين 28 و 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وتعول عليه تونس في إنعاش الاقتصاد.
وقد استغل رئيس الحكومة التونسي الفرصة لدعوة السياح الأوروبيين إلى زيارة بلاده وطمأنتهم بعدم وجود تهديدات أو مخاطر محدقة عليهم في تونس.
وقد أبدى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس دعمه لتصريحات الشاهد حول السياحة في بلاده؛ حيث حث السياح الفرنسيين على التوجه نحو تونس.
وقد عاد الشاهد إلى تونس حاملا معه الكثير من الوعود وهو ما دفع أوساطا سياسية إلى الإعراب عن تفاؤلها بنتائج الزيارة.
وقال وزير العلاقات بين الهيئات الدستورية والمجتمع المدني مهدي بين غريبة إن الزيارة كانت ناجحة وأفصحت عن رغبة واضحة لدى فرنسا في دعم التجربة الديمقراطية التونسية والرهان على النموذج التونسي عبر دعمه في تخطي العقبات.
ويسود اعتقاد لدى عدد من التونسيين بأن سبب التفاؤل بنجاح الزيارة هو توقيتها الذي يصادف أزمة سياسية واقتصادية تعانيها تونس وكذا الاهتمام الذي أبدته فرنسا بنجاح التجربة التونسية. هذا فيما يعتقد آخرون أن مدى نجاح مثل هذه الزيارات لا يقاس بالظروف التي أحاطت بها فحسب؛ بل بتجسيد الوعود التي تقدم خلالها على أرض الواقع.