تونس – يو.بي أي
أعلن خميس كسيلة القيادي في حركة "نداء تونس" المعارضة أن حركته ستُساند حكومة بلاده الجديدة برئاسة مهدي جمعة التي ستخلف حكومة الإئتلاف الحزبي الثلاثي بقيادة حركة النهضة الإسلامية، شرط إلتزامها بعدد من الشروط المرتبطة بالملفات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية. وقال كسيلة ليونايتد برس انترناشونال في أعقاب حصول حكومة جمعة على ثقة المجلس التأسيسي بعد مداولات عسيرة تخللتها إتهامات وإنتقادات حادة للفريق الحكومي الجديد،إن حركة "نداء تونس" التي لم تُشارك في تشكيلة الفريق الحكومي الجديد "تعتبر أن التوافق لم يكن واسعا حول رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة". ونال الفريق الحكومي الجديد ليل الثلاثاء-الأربعاء ثقة المجلس الوطني التأسيسي بأغلبية 149 صوتا، وإعتراض 20 ،وتحفظ 24 عن التصويت. وسيتسلم مهدي جمعة (51 عاما) اليوم الأربعاء رسميا مهامه كرئيس للحكومة التونسية التي ستكون الخامسة التي تعرفها تونس منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني2011،والثالثة منذ إنتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011. وقال كسيلة ،إن حركة "نداء تونس" لن "تقف في موقع المُعرقل لهذه الحكومة الجديدة"، لأن "حركتنا هي حزب مسؤول يهتم بهموم الناس،ولكنه في نفس الوقت يعي أهمية الدولة ودواليبها ،ويشعر بخطورة الظرف ،ودقة المرحلة التي تمر بها البلاد". ويتألف الفريق الحكومي لجمعة من 21 وزيرا،و7 كتاب دولة(مساعد وزير)،بينهم ثلاث نساء(وزيرتان وكاتبة دولة)،وهو فريق تعرض لوابل من الإنتقادات الحادة داخل المجلس التأسيسي بسبب إرتباط البعض بالنظام السابق، وزيارة أحد أعضاء هذا الفريق لإسرائيل في العام 2006، بالإضافة إلى قُرب البعض الآخر من حركة النهضة الإسلامية. ورغم تلك التحفظات،إعتبر كسيلة أن حركته ستُساند هذه الحكومة،ولكن بشرط تعهدها بالإلتزام بكل ما جاء في وثيقة خارطة الطريق المؤسسة للحوار الوطني الذي إنبثق عنه جمعة كرئيس للحكومة التونسية الجديدة خلفا لعلي العريض القيادي البارز في حركة النهضة. وقال كسيلة "نحن حريصون على ضرورة أن يُجدد مهدي جمعة التعهد بالإلتزام بكل ما جاء في وثيقة خارطة الطريق،وخاصة منها النقاط المتعلقة بمحاربة الإرهاب،ووضع حد للعنف". وشدد على أهمية أن يُعلن جمعة عن موقف واضح يقضي بحل "روابط حماية الثورة" المثيرة للجدل التي وصفها بـ"العنيفة والإرهابية"، والكشف عن كل ملابسات ملف الإغتيالات،وذلك في إشارة إلى إغتيال شكري بلعيد في فبراير2013،ومحمد براهمي في 25 يوليو الماضي. و إشترط كسيلة ضرورة ان يتعهد جمعة بأن تعمل حكومته على "تحييد المساجد بشكل فعلي عن كل نشاط سياسي أو حزبي ،إلى جانب الإعلان عن حزمة إجراءات إقتصادية وإجتماعية العاجلة ذات مردودية المباشرة على الشباب العاطل عن العمل،والجهات المحرومة والفقيرة". يُشار إلى أن حركة "نداء تونس"أسسها في العام 2012 الباجي قائد السبسي ،ولها في البرلمان تسعة من أصل 217 نائبا.