تونس – العرب اليوم
دعا وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم السبت 21 ماي 2016، خلال لقائه بنظيره الكندي ستيفان ديون إلى ضرورة مراجعة تحذيرات السفر التي وجهتها بعض البلدان إلى رعاياها المتوجهين إلى تونس معتبرا أن هذا الإجراء يخدم مصالح الإرهابيين وأهدافهم في ضرب اقتصاد البلاد.
وبحث اللقاء في العلاقات الثنائية التونسية الكندية وسبل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الفعلية.
وأكّد الجهيناوي خلال اللقاء حرص تونس على مواصلة العمل من أجل توطيد أواصر الصداقة مع كندا وتعزيز التشاور الثنائي المرتكز على الثقة المتبادلة والإيمان المشترك بمبادئ الديمقراطية ودولة القانون واحترام الحريّات والحقوق، مشددا على أهميّة تدعيم علاقات الشراكة لدفع الاستثمار وتوسيع مجالات التعاون.
وأشار إلى العلاقات العريقة والمثالية التي تربط البلدين والتي تعود إلى أوت 1957 تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مبينا أن كندا كانت من أول الدول التي اعترفت باستقلال تونس وساندت نشأة الدولة الفتية، وفق بلاغ وزارة الشؤون الخارجية.
واستعرض وزير الشؤون الخارجية مختلف أوجه التعاون التونسي الكندي وخاصة في مجال التعليم العالي مشيرا إلى أن عدد الطلبة التونسيين بكندا البالغ حوالي 5000 إضافة إلى الجالية التونسية المتنامية بهذا البلد يؤشّر على عمق العلاقات بين البلدين.
وأشار في هذا الإطار إلى أن دقّة المرحلة التي تمرّ بها تونس تتطلب دعما دوليّا استثنائيا على الصعيد الاقتصادي لرفع التحديات التنموية وتثبيت التجربة الديمقراطية، مشيرا إلى تطلع تونس إلى دعم كندا بخصوص المشاريع الكبرى التي ستتولى انجازها في السنوات القليلة القادمة لدعم التنمية والتشغيل والتي سيتم عرضها على قمة الدول السبع القادمة باليابان.
وشدّد السيد خميس الجهيناوي على تطلع تونس إلى إضفاء ديناميكية جديدة على علاقاتها العريقة مع كندا تتماشى والحركية التي تشهدها تونس مشيرا إلى أن دعم جهود تونس في تنمية المناطق الداخلية رافد مهم في محاربة الإرهاب الذي يستغل الظروف الاجتماعية الصعبة الناتجة عن غياب التنمية والتشغيل ببعض الجهات الداخلية .
وفي هذا السياق استعرض الوزير جهود تونس في مجال مكافحة الإرهاب ونوه بالتعاون الهامّ مع شركاء تونس جهويا وإقليميا ودوليا، ومنهم كندا مشددا في هذا الخصوص على دور آليات التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في دعم قدرات بلادنا على التصدي لهذه الظاهرة.
من جهته أشاد وزير الشؤون الخارجية الكندي بالتجربة الديمقراطية التونسية المتفردة في محيطها الإقليمي والدولي مؤكدا أن نجاح بلادنا في مسار الانتقال الديمقراطي جعل منها مثالا يحتذى يستوجب دعم المجموعة الدولية ومساندتها.
وأكّد على أن من مصلحة كندا نجاح الديمقراطية الناشئة في تونس مبديا استعدادها لمراجعة برنامج المساعدات الكندية للدول النامية ليخصص حيز هام منها لبلادنا.
و أبرز استعداد بلاده لمواصلة تطوير التعاون الثنائي في كافة المجالات، وخاصّة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى حرصها على دعم قدرات تونس في مجال التصدي لهذه الظاهرة وذكر أن بلاده خصصت لهذه الغاية بالإضافة إلى ما تم تقديمه سابقا مبلغ 4 ملايين دولار خلال السنوات الأربع القادمة.
ومثّل اللقاء بين الوزيرين مناسبة لاستعراض تطورات الأوضاع في المنطقة ومختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من بينها الوضع في ليبيا وما يفرضه من تحديات على هذا البلد الشقيق وعلى دول الجوار.
وسجّل الجانبان تطابق وجهات النظر بخصوص الدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الدولي لدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج ومساعدتها على استعادة أمن ليبيا وإرساء الاستقرار.