تونس - العرب اليوم
تحتفل تونس اليوم الاربعاء بالذكرى الرابعة لثورة الياسمين ( 14 يناير 2011 )،ذكرى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وذلك في ظل ترقب متواصل لتشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة الحبيب الصيد وزير الداخلية التونسية السابق.
وتأتي احتفالات الذكرى الرابعة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بانتخاب الباجي قائد السبسي رئيسا للبلاد، إضافة إلى انتخاب برلمان جديد فاز فيه حزب حركة نداء تونس بالنسبة الأكبر من مقاعده.
وشهدت مدينة سيدي بوزيد التونسية مهد الثورة اليوم احتفالات متواضعة في ذكرى الثورة التي أشعل شرارتها محمد البوعزيزي ودامت لمدة شهر من أجل تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية في تونس.
ومن المخطط ان تنظِّم رئاسة الجمهورية التونسية اليوم موكبًا رسميًا يبدأ من قصر الرئاسة بقرطاج بمناسبة ذكرى الثورة ، وبمشاركة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وبحضور رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة الموقّتة مهدي جمعة.
كما يحضر اللقاء أعضاء الحكومة ورؤساء الهيئات الدستورية والمنظمات والجمعيات الوطنية وعدد من أهالي الشهداء وممثلي الأحزاب السياسية.
وأبرز الاتحاد العام التونسى للشغل فى بيان له بمناسبة الذكرى الرابعة لاندلاع ثورة الحرية والكرامة توفق التونسيين رغم الصعوبات في الخروج من المرحلة الموقتة بسلام وسلاسة وفي مغالبة التجاذبات والنزعات الحزبية الضيقة بما مكن من اقرار دستور توافقي وانجاز الانتخابات في جميع أطوارها بنزاهة وشفافية ومن البدء بإرساء أهم المؤسسات الدستورية بأسلوب ديمقراطي لامع.
وأشار البيان الى أن تونس التي كانت القادح والمبادر لكل الاحتجاجات ضد الديكتاتورية والاستبداد في كامل المنطقة العربية تعد اليوم الانموذج والمثل على الانتقال الديمقراطي والتداول السلمى والحضاري على السلطة.
وأوضح الاتحاد في نفس البيان أن الثورة حققت لكافة التونسيين مكاسب قليلة ولكنها ثمينة ومن أهمها حرية الاعلام وحق التعبير والاحتجاج وهو ما أتاح تقوية المجتمع المدني وتدعيم صفات المواطنة وأهمها المتابعة الدائمة للشأن العام والمراقبة الدائبة لكل القرارات السياسية وحق نقدها بل والاحتجاج ضدها كلما تعارضت مع مصالح عموم الشعب ومصالح تونس.
ودعا الى دعم هذه المكاسب وتطويرها واعتبارها دوما سلطة مضادة قادرة على كبح الفساد ولجم الانحرافات الاستبدادية واستعادة عافية الديمقراطية كلما أصابها وهن أو تعطل مجددا تضامنه مع عائلتي الاعلاميين سفيان الشورابي ونذير القطاري المختطفين من قبل جهات ارهابية ليبية مطالبا الحكومة بتحمل مسؤوليتها في استعادتهما سالمين والتأكيد على ضمان حرية التعبير والمجتمع المدني الى مزيد التكاتف والضغط من أجل عودتهما الى أرض الوطن.
على الصعيد نفسه أصدر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي امس الثلاثاء، عفوًا خاصًا عن 2135 سجينًا بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة التونسية.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة التونسية، أن العفو شمل إطلاق سراح 1322 سجينًا والحد من عقوبة 813 سجينًا بعد دراسة ملفاتهم من قبل لجنة العفو.
ونطلقت شراة الثورة التونسية من سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010 تضامنا مع محمد البوعزيزي الذي اضرم النار في جسده تعبيرا عن غضبه من وضعه الاجتماعي.
وانتقلت الشرارة بعد وفاة البوعزيزي لاغلب ولايات الجمهورية لتتحول الى مواجهات بين الشباب وقوات الامن أدت الى سقوط شهداء وجرحى واجبر الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار يوم 14 يناير 2011.
في نفس يوم فرار بن علي أعلن الوزير الأول حينها محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول، وبعد ذلك بيوم تم اللجوء للفصل 57 من الدستور وتولى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.
وتمر اليوم 4 سنوات على الثورة التونسية عاشت تونس خلالها أحداث مختلفة ستبقى راسخة في اذهان التونسيين بحلوها ومرها، ولعلّ أهمها كتابة الدستور الجديد للجمهورية التونسية والانتخابات التشريعية والرئاسية بدورتيها ونهاية المسار الانتقالي وشجاعة قوات الأمن والجيش الذين وقفوا حماة للوطن وصدا لكل من يستهدف أمن التونسيين.
المصدر: سبأ