يوسف وهبي

بعث يوسف وهبي دعوة إلى لشاب حسين صدقي كي ينضم إلى فرقته بعدما سمع عن تألقه، وليقوم بتجسيد أحد الأدوار في مسرحيته الجديدة ولم ينم حسين صدقي من الفرحة حيث كان مسرح يوسف وهبي هو حلم وأمل كل ممثل ناشىء، وفي أول لقاء بينهما أبدى يوسف وهبي إعجابه به وأسند إليه دورا هاما في المسرحية الجديدة وأخذ حسين صدقي يقرأ الدور الذي سيقوم بتجسيده ليحفظه، ويستعد للاشتراك في البروفات.

وفي اليوم التالي حدث مالم يكن يتوقعه يوسف وهبي من رد فعل حسين صدقي حيث علت وجهه الدهشة عندما فوجىء به يرفض الدور والاشتراك في المسرحية، وكيف له أن يجرؤ على رفض هذا الدور، وبابتسامة خفيفة سأله يوسف وهبي عن سبب اعتذاره فأجابه صدقي قائلا: بأن الدور الذي سيقوم بتجسيده لم يقدر على تمثيله حيث سيقوم بالانزلاق مع زوجة أبيه، ضحك يوسف وهبي وأوضح له بأن ذلك تمثيل لكنه رفض بشدة، واعتبر القيام بهذا الدور "حرام" ولم يترك له الفرصة لمناقشته وانصرف على الفور.

أخذ يوسف وهبي يرمقه بنظرات يشوبها دهشة وتعجب عن رفضه حسين صدقي لهذه الفرصة الذهبية، وهمس بعد المقربين في أذنه موضحا له بأن حسين صدقي شاب ملتزم ويؤدي الصلاة في مواعيدها، ومكانه المفضل في مقهى راديو بعماد الدين، ولا يتناول غير الشاي والمياة الغازية وفي جميع المواقف التي اعتبرها البعض فرص ذهبية وبعدما بزغت نجومية حسين صدقي كان يرفض أن يقبل البطلات أو حتى تقبله الممثلات، فكان أو ممثل في العالم يقول إن القبلة على الشاشة عيب وحرام لإيمانه بأن السينما أداة للتوعية والتثقيف، وكان دائما يحرص أن يظهر في كل أدواره في صورة الشاب الطيب أو الزوج الصالح أو الفقير المكافح.

قد يهمك أيضًا

حياة يوسف وهبي «عميد المسرح المصري» واكتشافه لـ«عذراء الفن»
فنانون ونجوم ضاعت معظم أعمالهم النادرة بسبب الإهمال