لوس أنجلس ـ أ ف ب
في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أقر المخرج السينمائي الإيطالي برناردو برتولوتشي بأنه سيبقى على الأرجح في نظر محبي السينما "مكتشف الممثلات الشابات". وأكد المخرج البالغ من العمر 73 عاما ردا على سؤال عن الصورة التي يرغب في تركها في أذهان محبي السينما "لا يهمني الأمر بتاتا ... فأفلامي باقية ويمكن لهم مشاهدتها في أي وقت". وهو أضاف "لكن في بعض الأحيان، يسرني أن أعتبر مكتشف ممثلات شابات ... فقد اكتشفت بصفتي مخرجا الكثير منهن". وذكر برناردو برتولوتشي الذي حضر مهرجان "إيه اف آي فيست" في لوس أنجليس، على سبيل المثال، كلا من دومينيك ساندا في فيلم "إل كونفورميستا" (1970) وماريا شنايدر في فيلم "لاست تانغو ان باريس" (1972) وليف تايلر في "ستيلينغ بيوتي" وإيفا غرين في "ذي دريمرز" (2003). وقد قصد المخرج السينمائي هوليوود ليقدم النسخة الثلاثية الأبعاد من فيلمه "ذي لاست إمبرور" (الإمبراطور الأخير) بمناسبه مرور 25 سنة على عرض هذا الفيلم الذي نال تسع جوائز "أوسكار". ولا يحب المخرج الذائع الصيت أن يستذكر الماضي بالرغم من الشهرة العالمية التي اكتسبتها أعماله. وهو صرح "لا أحب استذكار الماضي ... فانا أركز دوما على المستقبل. قد أخطأت في بعض الأحيان، لكن كل خياراتي كانت صادقة". وتطرق المخرج الجالس في كرسي نقال ببزته السوداء وقبعته الإيطالية الطراز إلى فيلمه الأخير "إيو إيه تي" الذي عرض في دورة العام 2012 من مهرجان كان السينمائي حول مراهق منعزل في قبو. وتكلم عن مشروع فيلم عزيز على قلبه حول القاتل والموسيقي الإيطالي كارلو جيزوالدو. وهو كشف "هي قصة مأساوية ورائعة ... لكن لا يزال من الصعب التكلم عن المشاريع المقبلة، إذ ينبغي أولا أن تتبلور ملامحها في ذهني وقلبي". ولم يخف برناردو برتولوتشي إعجابه بالموجة الجديدة من المسلسلات التلفزيونية الأميركية، لا سيما منها مسلسل "بريكينغ باد" الذي عرضت الحلقة الأخيرة منه في أيلول/سبتمبر الماضي. وهو لفت إلى أن "الأفلام السينمائية لم تعد جد شيقة في الفترة الأخيرة، في حين أن نوعية المسلسلات التلفزيونية تحسنت كثيرا"، مضيفا أن المسلسلات "حافظت على النمط الذي كان يتبع في ما مضى في الأفلام السينمائية التي تعتبر اليوم كلها أفلام تشويق، مع العلم أنها ليست كذلك بتاتا". وبرناردو بيرتولوتشي متمسكق بتقنيات التصوير التقليدية. وهو حاول أن يعتمد التقنيات الرقمية الحديثة في فيلم "إيو إيه تي" لكنه سرعان ما تخلى عن هذه الفكرة. وهو قال "لا شك في أنها أكثر دقة ووضوحا لكنني أردت أن يكتسب الفيلم طابعا انطباعيا". ويدرك المخرج الإيطالي تمام الإدراك التطورات التكنولوجية التي يشهدها قطاع السينما، حتى انه قال "سوف نشاهد الأفلام عما قريب على علب السجائر أو على الساعات. ولا بد من تأليف قصص تتماشى مع النسق المختلفة". وختم برناردو برتولوتشي بنصيحة إلى المخرجين المبتدئين "إذا سألني مبتدئ عن أهم خطوة ينبغي اتخذاها عند إطلاق مسيرة سينمائية، أرد عليه قائلا إنه ينبغي أن يكون صادقا في كل خياراته".