شهد الوسط الفني خلال الفترة الأخيرة حالة ليس الأولي من نوعها هي تعاطي المخدرات،بل زادت بشراسة بعد ضبط فنانين يتعاطون المخدرات بعد وصولهم إلي أعتاب الشهرة،وجني المال الوفير لتبدأ الشهرة في تحويل حياتهم إلي طريق آخر تكون نهايته القضاء علي كل ما حققوه على مدار مشوارهم الفني. وإرتباط الفنان بالمخدرات ليست وليدة تلك اللحظة وأخبار القبض علي النجوم اعتادها الجمهور،منهم فنانون رحلوا عن دنيانا أوأعلنوا توبتهم النصوحة أمام جماهيرهم،ويبقى الكثير الذين أوقعت بهم أجهزة الأمن ومازالت توقع بهم حتى الآن أبرزهم دينا الشربيني،أحمد عزمي،نيفين مندور،حاتم ذو الفقار،ماجدة الخطيب،سناء شافع،وفاروق الفيشاوي. الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة،ترى أن تعاطي المخدرات بالنسبة للفنان يعتبر احتياجا نفسيا ليستطيع الخروج علي المسرح والوقوف أمام الكاميرا من أجل تجسيد الشخصيةالتي يمثلها. وقالت إن تعاطي الفنانين المخدرات ليس وليد اللحظة بل هو قديم ولكن انتشر في الفترة الأخيرة بشكل كبير نتيجة للضغط النفسية والأسرية والهروب من الواقع. وأوضحت أن الفنان بطبيعته يمر بظروف صعبة تدفعه إلي البحث عن تحقيق الذات ويتجسد ذلك له في تعاطي المخدرات من خلال التجربة من صديق. وقالت الدكتورة فاطمة موسي إستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة إن المال له دور كبير في تعاطي الفنانين للمخدرات من أجل الوجاهة الاجتماعية المزعومة ،كما أن تجمعات أهل الفن تشجع البعض علي التعاطي علي سبيل التجربة ويستمر في تعاطيها وخاصة الأنواع مرتفعة الثمن مثل الكوكايين والهروين. وأضافت أن الفنان مرتبط بمجموعة معينة من الأصدقاء مما يدفعه ذلك إلي التعاطي المخدرات من أجل أن يكون قادرا على الاستمرار والبقاء وسط هؤلاء المجموعة. وأوضحت أن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في الوسط الفني ناتجة عن كونها نوع من الترفيه الاجتماعي مع وجود تدفقات مالية كبيرة لديهم وعدم وجود رقابة اجتماعية لتعاطيها في أماكن مغلقة،بالإضافة إلي الضغوط النفسية علي الفنان. وأشارت إلي أن بعض الفنانين يتخذ تعاطي المخدرات كنوع من أنواع القدرة علي الاستمرار في العمل ،حيث تصل ساعة التصوير لمدة 18 ساعة مما ينتج عنه البحث عن منشطات تدفعه للاستمرار. وتري الدكتورة فاطمة موسي أن السنوات الأخيرة شهدت انتشار المخدرات بجميع أنواعها بين أوساط الشباب خاصة الطبقة ذات الدخل المرتفع،ويأتي فى مقدمتهم الفنانون،بالإضافة إلي عدم وجود رقابة أمنية نتيجة للظروف الأمنية التي تمر بها مصر . ونتيجة لانتشار هذه الظاهرة تم القبض مؤخرا علي الفنانة المصرية دينا الشربيني وكانت آخر من انضم إلى سجل المضبوطين بعد القبض عليها مع عاطل داخل شقته في منطقة الزمالك ومعها مواد مخدرة وبعض الأموال. واعترفت دينا الشربيني باعتيادها شراء الكوكايين منه لعدة مرات لهذا وجهت لها النيابة تهمة تعاطي المواد المخدرة. وانضم للقائمة الفنان أحمد عزمي الذي ضبطته أجهزة الأمن وبحوزته 5 جرامات كوكايين و3 أصابع حشيش في منزله شرم الشيخ وبرغم إخلاء سبيله بكفالة مالية إلا أنه قضى أكثر من 15 يوما خلف القضبان من الصعب نسيانهم. ودخلت القائمة الفنانة نيفين مندور صاحبة الملامح البريئة في فيلم "اللي بالي بالك"مع الفنان محمد سعد،حيث ضبطت في سيارتها برفقة اثنين آخرين و30 جراما من الهيروين بدافع التعاطي وليس الإتجار،وأنكرت التعاطي أمام تحقيقات النيابة،وتم إخلاء سبيلهاأيضا بكفالة 5 آلاف جنيه. كما تم ضبط ياسمين شقيقة الفنانة زينة واحدة من أشهر قضايا المخدرات التي هزت الوسط الفني خاصة وأنها ذكرت أثناء التحقيق توسط العديد من أهل الفن في هذه القضية. وكان من أشهر الفنانين ماجدة الخطيب بالرغم من الشهرة والمال ولكن تم إلقاء القبض عليها عام 1986 وسجنت لمدة عام بتهمة التعاطي وقضت مدة حبسها وخرجت لتستكمل أعمالها الفنية. الفنان الراحل حاتم ذو الفقار الذي ألقي القبض عليه أكثر من مرة وبحوزته مخدر الهيروين في شقة صديقه سعيد حافظ الذي كان يتاجر في الممنوعات ويتخذ من شقته بالعباسية مقرا لذلك النشاط. كما تم القاء القبض علي الفنان سعيد صالح بحي السيدة زينب أثناء تعاطيه مخدر الحشيش،وحفظ التحقيق وقتها لأسباب غير معروفة،ولكن بعدها بأربعة أعوام وبالتحديد في 1995 تم ضبطه في الإسكندرية ومعه مخدر الحشيش وحكم عليه هذه المرة بالسجن لمدة عام. أما المطرب عماد عبد الحليم فقد ذكرت مصادر شهدت في التحقيقات بعد رحيله أنه توفى إثر جرعة زائدة من مخدر الكوكايين. كما تم ضبط الراحل مجدي وهبة في إحدى المرات وهو يتعاطى الأفيون في سيارته بشارع العروبة،وتم إخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة،ولكنه توفى في 4 فبراير 1990 بقرية المشربية السياحية بالغردقة إثر هبوط حاد بالقلب وترددت أنباء وقتها عن أنه تناول قطعة كبيرة من المخدرات أحدثت له هبوطاً حاداً في الدورة الدموية. وفي عام 1989 ضبطت إدارة مكافحة المخدرات بالعجوزة المطرب احمد الكحلاوى بشقته برفقة بعض الأصدقاء يتناولون مخدر الحشيش واتهمته بإدارة مسكنه لهذا النشاط. وتم القاء القبض علي الفنان سناء شافع الذي تحفظت عليه نيابة شبرا الخيمة أربعة أيام لعرضه على النيابة ولكنه أنكر تعاطيه المخدرات ، والفنانة شمس تم ضبطها متلبسة وتم حبسها شهرا لقيادتها سيارتها على الطريق الدائري وهى في حالة سكر بين ، وقيل إنها كانت تحت تأثير المخدرات أيضا،وهي نفس التهمة التي لاحقت محمود الحسينى الذي ضبط أيضا في أحد كمائن الطريق الدائري ولا نعلم مدى صحة وجود مخدرات معه. الفنان الراحل حاتم ذو الفقار الذي تخلي عنه الجميع بعد أن ظل يمارس الإدمان بكل أنواعه، فبدأ بتناول الحشيش وانتهى بحبوب الهيروين،وتزوج الفنانة المعتزلة نورا،وتم الطلاق بسبب الإفراط في تناول المخدرات،وقامت الشرطة بمداهمة منزله واكتشفوا وجود بعض المخدرات،وتم القبض عليه وحكم عليه بالسجن،وظل يعاني أثناء فترة تواجده داخل محبسه،وعاش في عزلة طيلة حياته بعد أن تركته زوجته في أول أيامه في محبسه،إضافة إلى مقاطعة أهل الفن وأصدقائه المقربين له، حتى وافته المنية، وحيدا دون أن يتذكره أحد. الفنان عماد عبد الحليم التقى بأصدقاء السوء وانساق معهم في طريق المخدرات وخسر كل أمواله واضطر إلي الزواج من الراقصة نجوى فؤاد للخروج من مأذق الإفلاس ولكن مع احتياجه الزائد للمخدرات تم الطلاق بعد مشاكل وصلت للخلاقات والتشابك بالأيدي وفي إحدى الليالي وأثناء سهرة مع أصدقائه تناول جرعة زائدة من المخدرات أودت بحياته، وفي الصباح وجده أحد العاملين بالنظافة ملقى داخل أحد أكوام الزبالة، وتنتهي حياة مطرب كان له مستقبل كبير في عالم الغناء. الفنان فاروق الفيشاوي ، اعترف بتعاطيه للمخدرات، وتم القبض عليه لأكثر من مرة خارج مصر بمواد مخدرة وتاب بسبب وقوف زوجته السابقة سمية الألفي ومساعدتها له على الاقلاع عن الإدمان.